Question

What is the authenticity of the following:

“There was a stick that was in the middle of the path. It would tear up whoever passed by it. When Nabi (sallallahu ‘alayhi wa sallam) asked Jibril about this, he replied that this is the example of those who hide on the side of the roads and loot people passing by (highway robbers).”

 

Answer

This is part of a lengthy narration regarding Mi’raj and the different punishments Nabi (sallallahu ‘alayhi wa sallam) witnessed. The words in question are recorded in Tafsir Tabari and Dalailun Nubuwwah of Imam Bayhaqi (rahimahullah), with slight variation in the wording on the authority of Sayyiduna Abu Hurayrah (radiyallahu ‘anhu):

“…Then he came to a stick on the path. It would tear up any piece of cloth/garment that passed by it. When Nabi (sallallahu ‘alayhi wa sallam) asked Jibril about this, he replied, ‘This is the example of those who [wait in ambush] on the side of the roads to rob people passing by [highway robbers]. He then recited the Verse, ‘Do not sit in ambush on every road to threaten people (Surah Al A’araf, Verse: 86)…'”

(Tafsir Tabari; Jami’u Bayan, Surah Isra, Verse: 1, vol. 14 pg. 425, Dalailun Nubuwwah, vol. 2, pg. 398)

However, ‘Allamah Dhahabi (rahimahullah) has declared the text unreliable (والحديث منكر يشبه كلام القصاص). Before citing this Hadith, Hafiz Ibn Kathir (rahimahullah) has stated that this narration has oddness/strangeness (وفيها غرابة). After citing the Hadith and the criticism of one of the narrators, Hafiz Ibn Kathir (rahimahullah) states that certain parts of this Hadith are extremely unreliable. He further states that it seems that this lengthy narration seems to be a composite and a combination of Hadiths regarding Mi’raj, dreams and other narrations besides Mi’raj. (وهذا الحديث في بعض ألفاظه غرابة ونكارة شديدة، وفيه شيء من حديث المنام من رواية سمرة بن جندب في المنام الطويل عند البخاري، ويشبه أن يكون مجموعا من أحاديث شتى أو منام أو قصة أخرى غير الإسراء).

(Tarikhul Islam, vol. 2, pg. 641-642, Siyaru A’alamin Nubala, vol. 26, pg. 226-227 and Tafsir Ibn Kathir, Surah Isra, Verse: 1, vol. 5, pg. 36-37)

Note: Imam Bazzar (rahimahullah) has also recorded this lengthy narration. However, his version does not have the part in question.

(Musnad Bazzar; Al Bahruz Zakkhar, Hadith: 9518. Also see: Majma’uz Zawaid, vol. 1, pg. 67-72)

 

And Allah Ta’ala Knows best.

Answered by: Moulana Suhail Motala

Approved by: Moulana Muhammad Abasoomar

__________

التخريج من المصادر العربية

تفسير الطبري: جامع بيان العلم: (سورة الإسراء: ١، ج ١٤ ص ٤٢٥)
حدثني علي بن سهل، قال: ثنا حجاج، قال: أخبرنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية الرياحي، عن أبي هريرة، أو غيره شك أبو جعفر في قول الله عز وجل: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} [الإسراء: ١] قال: «جاء جبرائيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ميكائيل، فقال جبرائيل لميكائيل: ائتني بطست من ماء زمزم كيما أطهر قلبه وأشرح له صدره، قال: فشق عن بطنه، فغسله ثلاث مرات، واختلف إليه ميكائيل بثلاث طسات من ماء زمزم، فشرح صدره، ونزع ما كان فيه من غل، وملأه حلما وعلما وإيمانا ويقينا وإسلاما، وختم بين كتفيه بخاتم النبوة، ثم أتاه بفرس فحمل عليه كل خطوة منه منتهى طرفه وأقصى بصره قال: فسار وسار معه جبرائيل عليه السلام، فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم، كلما حصدوا عاد كما كان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا جبرائيل ما هذا؟» قال: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله، تضاعف لهم الحسنة بسبع مائة ضعف، وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين، ثم أتى على قوم ترضخ رءوسهم بالصخر، كلما رضخت عادت كما كانت، لا يفتر عنهم من ذلك شيء، فقال: «ما هؤلاء يا جبرائيل؟» قال: هؤلاء الذين تتثاقل رءوسهم عن الصلاة المكتوبة، ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع، وعلى أدبارهم رقاع، يسرحون كما تسرح الإبل والغنم، ويأكلون الضريع والزقوم ورضف جهنم وحجارتها، قال: «ما هؤلاء يا جبرائيل؟» قال: هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم، وما ظلمهم الله شيئا، وما الله بظلام للعبيد، ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج في قدور، ولحم آخر نيء قذر خبيث، فجعلوا يأكلون من النيء، ويدعون النضيج الطيب، فقال: «ما هؤلاء يا جبرئيل؟» قال: هذا الرجل من أمتك، تكون عنده المرأة الحلال الطيب، فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا، فتأتي رجلا خبيثا، فتبيت معه حتى تصبح. قال: ثم أتى على خشبة في الطريق لا يمر بها ثوب إلا شقته، ولا شيء إلا خرقته، قال: «ما هذا يا جبرائيل؟» قال: هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه. ثم قرأ: {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون} [الأعراف: ٨٦] الآية،…

دلائل النبوة للبيهقي: (٢/ ٣٩٨)
ح وفيما ذكر شيخنا أبو عبد الله الحافظ رحمه الله أن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني أخبرهم قال: حدثنا جدي قال: حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل قال: حدثني عيسى بن ماهان، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: قال في هذه الآية: «{سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} قال: أتي بفرس فحمل عليه قال: كل خطوة منتهى أقصى بصره، فسار وسار معه جبريل عليه السلام، فأتى قوما يزرعون في يوم ويحصدون في يوم، كلما حصدوا عاد كما كان، فقال: «يا جبريل، من هؤلاء؟» قال: هؤلاء المهاجرون في سبيل الله، يضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف، {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ثم أتى على قوم ترضخ رءوسهم بالصخر، كلما رضخت عادت كما كانت، لا يفتر عنهم من ذلك شيء، فقال: «يا جبريل، من هؤلاء؟» قال: هؤلاء الذين تتثاقل رءوسهم عن الصلاة قال: ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام، عن الضريع والزقوم ورضف جهنم وحجارتها قال: «ما هؤلاء يا جبريل؟» قال: هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله وما الله بظلام للعبيد، ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم في قدر نضج طيب ولحم آخر خبيث، فجعلوا يأكلون من الخبيث ويدعون النضج الطيب، فقال: «يا جبريل من هؤلاء؟» قال: هذا الذي يقوم وعنده امرأة حلال طيب فيأتي المرأة الخبيثة، فتبيت معه حتى يصبح، ثم أتى على خشبة على الطريق لا يمر بها شيء إلا قصعته، يقول الله عز وجل {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون}. 

تاريخ الإسلام: (٢/ ٦٤١ ـ ٦٤٢) = (١/ ٦٤١ ـ ٦٤٢)
وقال إبراهيم بن حمزة الزبيري: حدثنا حاتم بن إسماعيل، قال: حدثني عيسى بن ماهان، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي هريرة. (ح) وقال هاشم بن القاسم، ويونس بن بكير، وحجاج الأعور، حدثنا أبو جعفر الرازي، وهو عيسى بن ماهان، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي هريرة أو غيره، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: قال في هذه الآية {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا} قال: «أتي بفرس فحمل عليه، خطوه منتهى بصره، فسار وسار معه جبريل، فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم، كلما حصدوا عاد كما كان، فقال: «يا جبريل، من هؤلاء؟» قال: هؤلاء المهاجرون في سبيل الله، تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه}. ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر، كلما رضخت عادت! قال: «يا جبريل، من هؤلاء؟» قال: هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة، ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع، وعلى أدبارهم رقاع، يسرحون كما تسرح الأنعام عن الضريع والزقوم، ورضف جهنم، قال: «يا جبريل ما هؤلاء؟» قال: الذين لا يؤدون الزكاة، ثم أتى على خشبة على الطريق، لا يمر بها شيء إلا قصعته، يقول الله تعالى: {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون}. ثم مر على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها، وهو يريد أن يزيد عليها، قال: «يا جبريل ما هذا؟» قال: هذا رجل من أمتك عليه أمانة، لا يستطيع أداءها، وهو يزيد عليها، ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد، كلما قرضت عادت كما كانت. قال: «يا جبريل من هؤلاء؟» قال: هؤلاء خطباء الفتنة. ثم نعت الجنة والنار، إلى أن قال: ثم سار حتى أتى بيت المقدس، فدخل وصلى، ثم أتى أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم».
وذكر حديثا طويلا في ثلاث ورقات كبار. تفرد به أبو جعفر الرازي، وليس هو بالقوي، والحديث منكر يشبه كلام القصاص، إنما أوردته للمعرفة لا للحجة.
وروى في المعراج إسحاق بن بشر، وليس بثقة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس حديثا.
وقال معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ركعتين ركعتين، فلما خرج إلى المدينة فرضت أربعا، وأقرت صلاة السفر ركعتين. أخرجه البخاري. آخر الإسراء.

سير أعلام النبلاء: (سيرة ١/ ٢٢٦)
وقال إبراهيم بن حمزة الزبيري: حدثنا حاتم بن إسماعيل، قال: حدثني عيسى بن ماهان، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي هريرة. ح. وقال هاشم بن القاسم، ويونس بن بكير، وحجاج الأعور: حدثنا أبو جعفر الرازي، وهو عيسى بن ماهان، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي هريرة أو غيره، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: قال في هذه الآية {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} [الإسراء: ١]، قال: «أتي بفرس فحمل عليه، خطوه منتهى بصره، فسار وسار معه جبريل، فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم، كلما حصدوا عاد كما كان، فقال: يا جبريل، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء المهاجرون في سبيل الله، تضاعف لهم الحسنة بسبع مائة ضعف {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه} [سبأ: ٣٩] ، ثم أتى على قوم ترضخ رءوسهم بالصخر، كلما رضخت عادت! قال: يا جبريل، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين تتثاقل رءوسهم عن الصلاة. ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع، وعلى أدبارهم رقاع، يسرحون كما تسرح الأنعام عن الضريع والزقوم، ورضف جهنم، قال: يا جبريل ما هؤلاء؟ قال: الذين لا يؤدون الزكاة. ثم أتى على خشبة على الطريق لا يمر بها شيء إلا قصعته، يقول الله تعالى: {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون} [الأعراف: ٨٦]، ثم مر على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها، وهو يريد أن يزيد عليها، قال: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا رجل من أمتك عليه أمانة، لا يستطيع أداءها، وهو يزيد عليها. ثم أتى على قوم تقرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حديد، كلما قرضت عادت كما كانت. قال: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء خطباء الفتنة».
ثم نعت الجنة والنار، إلى أن قال: ثم سار حتى أتى بيت المقدس، فدخل وصلى، ثم أتى أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم.
وذكر حديثا طويلا في ثلاث ورقات كبار. تفرد به أبو جعفر الرازي، وليس هو بالقوي، والحديث منكر يشبه كلام القصاص، إنما أوردته للمعرفة لا للحجة.

تفسير ابن كثير: (٥/ ٣٦ ـ ٣٧، سورة الإسراء: ١)
ثم رواه ابن جرير، عن محمد بن عبيد الله، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية أو غيره -شك أبو جعفر-عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره بمعناه.
وقد رواه الحافظ أبو بكر البيهقي، عن أبي سعيد الماليني، عن ابن عدي، عن محمد بن الحسن السكوني البالسي بالرملة، حدثنا علي بن سهل، فذكر مثل ما رواه ابن جرير عنه، وذكر البيهقي أن الحاكم أبا عبد الله رواه عن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني، عن جده، عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن حاتم بن إسماعيل، حدثني عيسى بن ماهان -يعني أبا جعفر الرازي-عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره.
وقال: ابن أبي حاتم: ذكر أبو زرعة، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا يونس بن بكير، حدثنا عيسى بن عبد الله التميمي -يعني: أبا جعفر الرازي-عن الربيع بن أنس البكري، عن أبي العالية أو غيره -شك عيسى-، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام [إلى المسجد الأقصى]}» فذكر الحديث بطوله كنحو مما سقناه.
قلت: أبو جعفر الرازي قال فيه الحافظ أبو زرعة: الرازي يهم في الحديث كثيرا وقد ضعفه غيره أيضا، ووثقه بعضهم، والأظهر أنه سيئ الحفظ ففيما تفرد به نظر. وهذا الحديث في بعض ألفاظه غرابة ونكارة شديدة، وفيه شيء من حديث المنام من رواية سمرة بن جندب في المنام الطويل عند البخاري، ويشبه أن يكون مجموعا من أحاديث شتى، أو منام أو قصة أخرى غير الإسراء، والله أعلم.

مسند البزار: البحر الزخار:
(٩٥١٨)  حدثنا محمد بن حسان، حدثنا أبو النضر، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية أو غيره، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بفرس فجعل كل خطوة منه أقصى بصره فسار وسار معه جبريل عليه السلام فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم، كلما حصدوا عاد كما كان، فقال: «يا جبريل: من هؤلاء؟» قال: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبع مائة ضعف، وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه، ثم أتى على قوم ترضخ رءوسهم بالصخر، فلما رضخت عادت كما كانت، ولا يفتر عنهم من ذلك شيء، قال: «يا جبريل من هؤلاء؟» قال: هؤلاء الذين تثاقلت رءوسهم عن الصلاة، ثم أتى على قوم على أدبارهم رقاع، وعلى أقبالهم رقاع، يسرحون كما تسرح الأنعام إلى الضريع، والزقوم، ورضف جهنم، قلت: «ما هؤلاء يا جبريل؟» قال: هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم، وما ظلمهم الله، وما الله بظلام للعبيد، ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم في قدر نضيج ولحم آخر نيء خبيث، فجعلوا يأكلون الخبيث ويدعون النضيج الطيب. قال: «يا جبريل من هؤلاء؟» قال: هذا الرجل من أمتك يقوم من عند امرأته حلالا، فيأتي المرأة الخبيثة، فيبيت معها حتى يصبح، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا، فتأتي الرجل الخبيث، فتبيت عنده حتى تصبح، ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها، وهو يريد أن يزيد عليها، فقال: «يا جبريل ما هذا؟» قال: هذا الرجل من أمتك عليه أمانة الناس لا يستطيع أداءها، وهو يزيد عليها، ثم أتى على قوم تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض حديد، كلما قرضت عادت كما كانت، لا يفتر عنهم من ذلك شيء، قال: «يا جبريل ما هؤلاء؟» قال: خطباء الفتنة، ثم أتى على حجر صغير يخرج منه ثور عظيم، فجعل الثور يريد أن يدخل من حيث خرج فلا يستطيع، فقال: «ما هذا يا جبريل؟» قال: هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة فيندم عليها، فيريد أن يردها فلا يستطيع، ثم أتى على واد فوجد ريحا طيبة ووجد ريح مسك مع صوت، فقال: «ما هذا؟» قال: صوت الجنة تقول: يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني، فقد كثر غرسي، وحريري، وسندسي، وإستبرقي وعبقريي، ومرجاني، وفضتي وذهبي، وأكوابي، وصحافي، وأباريقي، وفواكهي، وعسلي، وثيابي، ولبني، وخمري، ائتني بما وعدتني، فقال: لك كل مسلم ومسلمة، ومؤمن ومؤمنة، ومن آمن بي وبرسلي، وعمل صالحا، ولم يشرك بي شيئا، ولم يتخذ من دوني أندادا فهو آمن، ومن سألني أعطيته، ومن أقرضني جزيته، ومن توكل علي كفيته، إني أنا الله لا إله إلا أنا، لا خلف لميعادي، قد أفلح المؤمنون، تبارك الله أحسن الخالقين، فقالت: قد رضيت، ثم أتى على واد فسمع صوتا منكرا، فقال: «يا جبريل ما هذا الصوت؟» قال: هذا صوت جهنم، تقول: يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني، فقد كثر سلاسلي، وأغلالي، وسعيري، وحميمي، وغساقي وغسليني، وقد بعد قعري، واشتد حري، ائتني بما وعدتني، قال: لك كل مشرك ومشركة، وخبيث وخبيثة، وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب، قال: قد رضيت، ثم سار حتى أتى بيت المقدس فنزل، فربط فرسه إلى صخرة فصلى مع الملائكة، فلما قضيت الصلاة، قالوا: يا جبريل من هذا معك؟ قال: هذا محمد رسول الله خاتم النبيين، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ وخليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ثم لقوا أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم تعالى، فقال إبراهيم صلى الله عليه وسلم: اللهم الذي اتخذني خليلا، وأعطاني ملكا عظيما، وجعلني أمة قانتا، واصطفاني برسالاته، وأنقذني من النار، وجعلهما علي بردا وسلاما، ثم إن موسى عليه السلام أثنى على ربه، فقال: الحمد لله الذي كلمني تكليما، واصطفاني، وأنزل علي التوراة، وجعل هلاك فرعون على يدي ونجاة بني إسرائيل على يدي، ثم إن داود صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه، فقال: الحمد لله الذي جعل لي ملكا وأنزل علي الزبور، وألان لي الحديد، وسخر لي الجبال، يسبحن معي والطير، وأتاني الحكمة وفصل الخطاب، ثم إن سليمان أثنى على ربه تبارك وتعالى، فقال: الحمد لله الذي سخر لي الرياح، والجن والإنس، وسخر لي الشياطين يعملون ما شئت من محاريب، وتماثيل، وجفان كالجواب، وقدور راسيات، وعلمني منطق الطير، وأسال لي عين القطر، وأعطاني ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي، ثم إن عيسى صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه، فقال: الحمد لله الذي علمني التوراة والإنجيل، وجعلني أبرئ الأكمه والأبرص، وأحيي الموتى بإذنه، ورفعني وطهرني من الذين كفروا، وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم، فلم يكن للشيطان علينا سبيل، وإن محمدا صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه فقال: «كلكم أثنى على ربه وأنا مثن على ربي، الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين، وكافة للناس بشيرا ونذيرا، وأنزل علي الفرقان، فيه تبيان كل شيء، وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس، وجعل أمتي وسطا، وجعل أمتي هم الأولون وهم الآخرون، وشرح لي صدري، ووضع عني وزري، ورفع لي ذكري، وجعلني فاتحا وخاتما»، فقال إبراهيم صلى الله عليه وسلم: بهذا فضلكم محمد صلى الله عليه وسلم، ثم أتي بآنية ثلاثة مغطاة، فدفع إليه إناء، فقيل له: اشرب، فيه ماء، ثم دفع إليه إناء آخر فيه لبن، فشرب منه حتى روي، ثم دفع إليه إناء آخر فيه خمر، فقال: «قد رويت لا أذوقه»، فقيل له: أصبت أما إنها ستحرم على أمتك، ولو شربتها لم يتبعك من أمتك إلا قليل، ثم صعد به إلى السماء فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ وخليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء، فدخل فيه فإذا هو بشيخ جالس تام الخلق، لم ينقص من خلقه شيء كما ينقص من خلق البشر عن يمينه باب تخرج منه ريح طيبة، وعن شماله باب تخرج منه ريح خبيثة، إذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه ضحك، وإذا نظر إلى الباب الذي عن يساره بكى وحزن، فقال: «يا جبريل من هذا الشيخ وما هذان البابان؟» فقال: هذا أبوك آدم، وهذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة، إذا رأى من يدخله من ذريته ضحك واستبشر، وإذا نظر إلى الباب الذي عن شماله باب جهنم، [فإذا رأى] من يدخله من ذريته بكى وحزن، ثم صعد إلى السماء الثانية فاستفتح، فقال: من هذا؟ قال: جبريل، قالوا: ومن معك؟ قال: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قالوا: حياه الله من أخ وخليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء، فدخل فإذا هو بشابين، فقال: «يا جبريل من هذان الشابان؟» فقال: هذا عيسى ويحيى ابنا الخالة، ثم صعد إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل، فقالوا: من هذا معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ وخليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء، فدخل فإذا هو برجل قد فضل على الناس في الحسن كما فضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، فقال: «من هذا يا جبريل؟» قال: أخوك يوسف صلى الله عليه وسلم، ثم صعد إلى السماء الرابعة، فاستفتح جبريل، فقالوا: من هذا معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ وخليفة، ونعم المجيء جاء، فدخل فإذا هو برجل، فقال: «يا جبريل، من هذا الرجل الجالس؟» قال: هذا أخوك إدريس رفعه الله مكانا عليا، ثم صعد به إلى السماء الخامسة، فاستفتح جبريل، فقالوا له: من هذا معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء، فإذا هو برجل جالس يقص عليهم، فقال: «يا جبريل من هذا ومن هؤلاء الذين حوله؟» قال: هذا هارون صلى الله عليه وسلم المخلف في قومه، وهؤلاء قومه من بني إسرائيل، ثم صعد به إلى السماء السادسة، فاستفتح جبريل، فقالوا: من هذا معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم، قالوا: وقد أرسل؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ وخليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء، فإذا هو برجل جالس، فجاوزه فبكى الرجل، فقال: «يا جبريل من هذا؟» قال: هذا موسى صلى الله عليه وسلم، قال: «ما يبكيه؟» قال: يزعم بنو إسرائيل أني أفضل الخلق، وهذا قد خلفني، فلو أنه وحده ولكن معه كل أمته. ثم صعد بنا إلى السماء السابعة، فاستفتح جبريل، فقالوا: من معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم، قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء، فإذا هو برجل أشمط جالس على كرسي عند باب الجنة، وعنده قوم جلوس في ألوانهم شيء وقال عيسى يعني أبا جعفر الرازي: وسمعته مرة يقول: سود الوجوه فقام هؤلاء الذين في ألوانهم شيء فدخلوا نهرا يقال له: نعمة الله، فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء، ثم دخلوا نهرا آخر يقال له رحمة الله، فاغتسلوا فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء، فدخلوا نهرا آخر، فذلك قوله: {وسقاهم ربهم شرابا طهورا}، فخرجوا وقد خلص ألوانهم مثل ألوان أصحابهم، فجلسوا إلى أصحابهم، فقال: «يا جبريل من هذا الأشمط الجالس؟ ومن هؤلاء البيض الوجوه؟ وما هؤلاء الذين في ألوانهم شيء؟» قد دخلوا هذه الأنهار فاغتسلوا فيها ثم خرجوا وقد خلصت ألوانهم، قال: هذا أبوك إبراهيم صلى الله عليه وسلم أول من شمط على الأرض، وهؤلاء القوم البيض الوجوه قوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم، وهؤلاء الذين في ألوانهم شيء قد خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تابوا فتاب الله عليهم، ثم مضى إلى السدرة، فقيل له: هذه السدرة المنتهى، ينتهي كل أحد من أمتك خلا على سبيلك، وهي السدرة المنتهى تخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى، وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما، وإن ورقة منها مظلة الخلق، فغشيها نور وغشيها الملائكة، قال عيسى: فذلك قوله: {إذ يغشى السدرة ما يغشى}، فقال تبارك وتعالى له: سل، فقال: «إنك اتخذت إبراهيم خليلا، وأعطيته ملكا عظيما وكلمت موسى تكليما. وأعطيت داود ملكا عظيما، وألنت له الحديد، وسخرت له الجبال، وأعطيت سليمان ملكا عظيما، وسخرت له الجن والإنس والشياطين والرياح، وأعطيته ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، وعلمت عيسى التوراة والإنجيل، وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص، وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم، فلم يكن له عليهما سبيلا»، فقال له ربه تبارك وتعالى: قد اتخذتك خليلا وهو مكتوب في التوراة: محمد حبيب الرحمن، وأرسلتك إلى الناس كافة، وجعلت أمتك هم الأولون وهم الآخرون، وجعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي، وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثا، وأعطيتك سبعا من المثاني، ولم أعطها نبيا قبلك، وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم أعطها نبيا قبلك وجعلتك فاتحا وخاتما، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضلني ربي تبارك وتعالى بست: قذف في قلوب عدوي الرعب في مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأعطيت فواتح الكلام وجوامعه، وعرض علي أمتي فلم يخف علي التابع والمتبوع منهم، ورأيتهم أتوا على قوم ينتعلون الشعر، ورأيتهم أتوا على قوم عراض الوجوه، صغار الأعين، فعرفتهم ما هم، وأمرت بخمسين صلاة»، فرجع إلى موسى، فقال له موسى: بكم أمرت من الصلاة؟ قال: «بخمسين صلاة»، قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فإن أمتك أضعف الأمم، فقد لقيت من بني إسرائيل شدة، فرجع محمد صلى الله عليه وسلم، فسأل الله. التخفيف، فوضع عنه عشرا، فرجع إلى موسى، فقال له: بكم أمرت، قال: «بأربعين صلاة»، قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فإن أمتك أضعف الأمم، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأله التخفيف، فوضع عنه عشرا، فرجع إلى موسى، فقال له: بكم أمرت؟ قال له: «بثلاثين»، قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فإن أمتك أضعف الأمم، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة، فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأل ربه التخفيف، فوضع عنه عشرا، فرجع إلى موسى، فقال له: بكم أمرت؟ فقال: «بعشرين صلاة»، قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك، فإن أمتك أضعف الأمم، فقد لقيت من بني إسرائيل شدة، فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأل ربه التخفيف، فوضع عنه عشرا، فرجع إلى موسى، فقال له: بكم أمرت؟ فقال: «بعشر»، قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فإن أمتك أضعف الأمم، فقد لقيت من بني إسرائيل شدة، فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأل ربه التخفيف فوضع عنه خمسا، فرجع إلى موسى، فقال: بكم أمرت؟ فقال: «بخمس»، قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم، فقد لقيت من بني إسرائيل شدة، قال: «قد رجعت إلى ربي حتى استحييت، وما أنا براجع إليه»، فقيل له: كما صبرت نفسك على الخمس فإنه يجزى عنك بخمسين، يجزى عنك كل حسنة بعشر أمثالها، قال عيسى: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كان موسى صلى الله عليه وسلم أشدهم علي أولا وخيرهم آخرا».
وهذا لا نعلمه يروى إلا بهذا الإسناد من هذا الوجه.

مجمع الزوائد: (١/ ٦٧٧٢)
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – «أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أتى بفرس، يجعل كل خطو منه أقصى بصره، فسار وسار معه جبريل – صلى الله عليه وسلم – فأتى على قوم يزرعون في يوم، ويحصدون في يوم، كلما حصدوا عاد كما كان، فقال: «يا جبريل، من هؤلاء؟» قال: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله، تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف، وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه، ثم أتى على قوم ترضخ رءوسهم بالصخر، كلما رضخت عادت كما كانت، ولا يفتر عنهم من ذلك شيء. قال: «يا جبريل، من هؤلاء؟» قال: هؤلاء الذين تثاقلت رءوسهم عن الصلاة، ثم أتى على قوم على أدبارهم رقاع، وعلى أقبالهم رقاع، يسرحون كما تسرح الأنعام إلى الضريع والزقوم ورضف جهنم. قال: ما هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم، وما ظلمهم الله، وما الله بظلام للعبيد، ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم في قدر نضيج، ولحم آخر نيء خبيث، فجعلوا يأكلون الخبيث ويدعون النضيج الطيب. قال: «يا جبريل، من هؤلاء؟» قال: الرجل من أمتك يقوم من عند امرأته حلالا، فيأتي المرأة الخبيثة، فيبيت معها حتى يصبح، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالا طيبا، فتأتي الرجل الخبيث فتبيت عنده حتى تصبح، ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها وهو يريد أن يزيد عليها، فقال: «يا جبريل، من هذا؟» قال: هذا رجل من أمتك عليه أمانة الناس، لا يستطيع أداءها وهو يزيد عليها، ثم أتى على قوم تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من حديد، كلما قرضت عادت كما كانت، لا يفتر عنهم من ذلك شيء. قال: «يا جبريل، ما هؤلاء؟» قال: خطباء الفتنة، ثم أتى على جحر صغير يخرج منه ثور عظيم، فيريد الثور أن يدخل من حيث خرج فلا يستطيع، فقال: «ما هذا يا جبريل؟»  قال: هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة فيندم عليها، فيريد أن يردها فلا يستطيع، ثم أتى على واد فوجد ريحا طيبة، ووجد ريح مسك مع صوت، فقال: «ما هذا؟» قال: صوت الجنة تقول: يا رب، ائتني بأهلي وبما وعدتني، فقد كثر غرسي، وحريري، وسندسي، وإستبرقي، وعبقريي، ومرجاني، وقصبي، وذهبي، وأكوابي، وصحافي، وأباريقي، وفواكهي، وعسلي، وثيابي، ولبني، وخمري، ائتني بما وعدتني. قال: لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة. ومن آمن بي وبرسلي، وعمل صالحا، ولم يشرك بي شيئا، ولم يتخذ من دوني أندادا – فهو آمن، ومن سألني أعطيته، ومن أقرضني جزيته، ومن توكل علي كفيته، إني أنا الله لا إله إلا أنا، لا خلف لميعادي، قد أفلح المؤمنون، تبارك الله أحسن الخالقين، فقالت: قد رضيت، ثم أتى على واد فسمع صوتا منكرا، فقال: «يا جبريل، ما هذا الصوت؟» قال: هذا صوت جهنم تقول: يا رب، ائتني بأهلي وبما وعدتني، فقد كثر سلاسلي، وأغلالي، وسعيري، وحميمي، وغساقي، وغسليني، وقد بعد قعري، واشتد حري، ائتني بما وعدتني. قال: لك كل مشرك ومشركة وخبيث وخبيثة، وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب. قالت: قد رضيت. ثم سار حتى أتى بيت المقدس، فنزل فربط فرسه إلى صخرة، فصلى مع الملائكة، فلما قضيت الصلاة قالوا: يا جبريل، من هذا معك؟ قال: هذا محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين. قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قالوا: حياه الله من أخ وخليفة، فنعم الأخ، ونعم الخليفة. ثم لقوا أرواح الأنبياء، فأثنوا على ربهم – تعالى – فقال إبراهيم – صلى الله عليه وسلم -: الحمد لله الذي اتخذني خليلا، وأعطاني ملكا عظيما، وجعلني أمة قانتا، واصطفاني برسالاته، وأنقذني من النار، وجعلها علي بردا وسلاما، ثم إن موسى – عليه السلام – أثنى على ربه، فقال: الحمد لله الذي كلمني تكليما، واصطفاني وأنزل علي التوراة، وجعل هلاك فرعون على يدي، ونجاة بني إسرائيل على يدي، ثم إن داود – صلى الله عليه وسلم – أثنى على ربه، فقال: الحمد لله الذي جعل لي ملكا، وأنزل علي الزبور، وألان لي الحديد، وسخر لي الجبال يسبحن معي والطير، وآتاني الحكمة وفصل الخطاب، ثم إن سليمان – عليه السلام – أثنى على ربه – تبارك وتعالى – فقال: الحمد لله الذي سخر لي الرياح والجن والإنس، وسخر لي الشياطين يعملون ما شئت من محاريب وتماثيل وجفان كالجوابي وقدور راسيات، وعلمني منطق الطير، وأسال لي عين القطر، وأعطاني ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي، ثم إن عيسى – صلى الله عليه وسلم – أثنى على ربه، فقال: الحمد لله الذي علمني التوراة والإنجيل، وجعلني أبرئ الأكمه والأبرص، وأحيي الموتى بإذنه، ورفعني وطهرني من الذين كفروا، وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم، ولم يجعل للشيطان علينا سبيلا. وإن محمدا – صلى الله عليه وسلم – أثنى على ربه، فقال: «كلكم أثنى على ربه، وأنا مثن على ربي: الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين، وكافة للناس، بشيرا ونذيرا، وأنزل علي الفرقان فيه تبيان كل شيء، وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس، وجعل أمتي وسطا، وجعل أمتي هم الأولون وهم الآخرون، وشرح لي صدري، ووضع عني وزري، ورفع لي ذكري، وجعلني فاتحا وخاتما»، فقال إبراهيم – صلى الله عليه وسلم -: بهذا فضلكم محمد – صلى الله عليه وسلم -. ثم أتي بآنية ثلاثة مغطاة، فدفع إليه إناء فيه ماء، فقيل له: اشرب، ثم دفع إليه إناء آخر فيه لبن فشرب حتى روي، ثم دفع إليه إناء آخر فيه خمر، فقال: قد رويت، لا أذوقه، فقيل له: أصبت، أما إنها ستحرم على أمتك، ولو شربتها لم يتبعك من أمتك إلا قليل. ثم صعد به إلى السماء، فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد – صلى الله عليه وسلم -. قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قالوا: حياه الله من أخ وخليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء. فدخل فإذا بشيخ جالس تام الخلق لم ينقص من خلقه شيء كما ينقص من خلق البشر، عن يمينه باب يخرج منه ريح طيبة، وعن شماله باب تخرج منه ريح خبيثة، إذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه ضحك، وإذا نظر إلى الباب الذي عن يساره بكى وحزن، فقال: يا جبريل، من هذا الشيخ؟ وما هذان البابان؟ قال: هذا أبوك آدم، وهذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة، إذا رأى من يدخله من ذريته ضحك واستبشر، وإذا نظر إلى الباب الذي عن شماله باب جهنم من يدخله من ذريته بكى وحزن. ثم صعد إلى السماء الثانية فاستفتح، فقال: من هذا؟ فقال: جبريل. قالوا: ومن معك؟ قال: محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قالوا: حياه الله من أخ وخليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء. فدخل فإذا هو بشابين، فقال: «يا جبريل، ما هذان الشابان؟» قال: هذا عيسى ويحيى ابنا الخالة، ثم صعد إلى السماء الثالثة، فاستفتح جبريل، فقالوا: من هذا معك؟ قال: محمد. قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قالوا: حياه الله من أخ وخليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء، فدخل فإذا هو برجل جالس قد فضل على الناس في الحسن كما فضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، فقال: «من هذا يا جبريل؟» قال: أخوك يوسف – صلى الله عليه وسلم -. ثم صعد إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل، فقالوا: من هذا معك؟ قال: محمد – صلى الله عليه وسلم -. قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قالوا: حياه الله من أخ وخليفة ونعم المجيء جاء، فدخل فإذا هو برجل، فقال: «يا جبريل، من هذا الرجل الجالس؟» قال: هذا أخوك إدريس، رفعه الله مكانا عليا. ثم صعد به إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل، فقالوا: من هذا معك؟ قال: محمد – صلى الله عليه وسلم -. قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قالوا: حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء، فدخل فإذا هو برجل جالس يقص عليهم. قال: يا جبريل، من هذا؟ ومن هؤلاء الذين حوله؟ قال: هذا هارون – صلى الله عليه وسلم – المخلف في قومه، وهؤلاء قومه من بني إسرائيل، ثم صعد به إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل، فقالوا: من هذا معك؟ قال: محمد – صلى الله عليه وسلم -. قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قالوا: حياه الله من أخ وخليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء، فإذا هو برجل جالس فجاوزه، فبكى الرجل، فقال: «يا جبريل، من هذا؟» قال: موسى – صلى الله عليه وسلم – قال: «ما يبكيه؟» قال: تزعم بنو إسرائيل أني أفضل الخلق، وهذا قد خلفني، فلو أنه وحده، ولكن معه كل أمته. ثم صعد بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل، فقالوا: من معك؟ قال: محمد – صلى الله عليه وسلم -. قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء، فإذا هو برجل أشمط، جالس على كرسي عند باب الجنة، وعنده قوم جلوس في ألوانهم شيء – قال عيسى (يعني: أبا جعفر الرازي: وسمعته مرة يقول: سود الوجوه) – فقام هؤلاء الذين في ألوانهم شيء، فدخلوا نهرا يقال له: نعمة الله، فاغتسلوا فيه، فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء، فدخلوا نهرا آخر يقال له: رحمة الله، فاغتسلوا فيه، فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء، فدخلوا نهرا آخر، فذلك قوله – تعالى -: {وسقاهم ربهم شرابا طهورا} فخرجوا وقد خلصت ألوانهم مثل ألوان أصحابهم، فجلسوا إلى أصحابهم، فقال: يا جبريل، من هذا الأشمط الجالس؟ ومن هؤلاء البيض الوجوه؟ ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شيء، فدخلوا هذه الأنهار فاغتسلوا فيها، ثم خرجوا وقد خلصت ألوانهم؟ قال: هذا أبوك إبراهيم – صلى الله عليه وسلم – أول من شمط على الأرض، وهؤلاء القوم البيض الوجوه قوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم، وهؤلاء الذين في ألوانهم شيء قد خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، تابوا فتاب الله عليهم. ثم مضى إلى السدرة، فقيل له: هذه السدرة المنتهى، ينتهي كل أحد من أمتك خلا على سبيلك، وهي السدرة المنتهى، يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى، وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما، وإن ورقة منها مظلة الخلق، فغشيها نور وغشيتها الملائكة – قال عيسى: فذلك قوله: {إذ يغشى السدرة ما يغشى} [النجم: ١٦]- فقال – تبارك وتعالى – له: سل، فقال: «إنك اتخذت إبراهيم خليلا، وأعطيته ملكا عظيما، وكلمت موسى تكليما، وأعطيت داود ملكا عظيما، وألنت له الحديد، وسخرت له الجبال، وأعطيت سليمان ملكا عظيما، وسخرت له الجن والإنس والشياطين والرياح، وأعطيته ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، وعلمت عيسى التوراة والإنجيل، وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص، وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم، فلم يكن له عليهما سبيل»، فقال له ربه – تبارك وتعالى -: قد اتخذتك خليلا وهو مكتوب في التوراة: محمد حبيب الرحمن، وأرسلتك إلى الناس كافة، وجعلت أمتك هم الأولون وهم الآخرون، وجعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي، وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثا، وأعطيتك سبعا من المثاني ولم أعطها نبيا قبلك، وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم أعطها نبيا قبلك، وجعلتك فاتحا وخاتما. وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «فضلني ربيتبارك وتعالىبست: قذف في قلوب عدوي الرعب من مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأعطيت فواتح الكلام وجوامعه، وعرض علي أمتي، فلم يخف علي التابع والمتبوع منهم، ورأيتهم أتوا على قوم ينتعلون الشعر، ورأيتهم أتوا على قوم عراض الوجوه، صغار الأعين، فعرفتهم ما هم. وأمرت بخمسين صلاة»، فرجع إلى موسى، فقال له موسى: بكم أمرت من الصلاة؟ قال: «بخمسين صلاة». قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف، فإن أمتك أضعف الأمم، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد – صلى الله عليه وسلم – فسأل الله التخفيف، فوضع عنه عشرا، فرجع إلى موسى، فقال له: بكم أمرت؟ قال: «بأربعين صلاة». قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فإن أمتك أضعف الأمم، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد – صلى الله عليه وسلم – فسأله التخفيف، فوضع عنه عشرا، فرجع إلى موسى فقال له: بكم أمرت؟ قال: «بثلاثين». قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فإن أمتك أضعف الأمم، ولقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد فسأل ربه التخفيف، فوضع عنه عشرا، فرجع إلى موسى، فقال له: بكم أمرت؟ قال: «بعشرين». قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك، فإن أمتك أضعف الأمم، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد – صلى الله عليه وسلم – فسأل ربه التخفيف، فوضع عنه عشرا، فرجع إلى موسى فقال له: بكم أمرت؟ قال: «بعشر». قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك، فإن أمتك أضعف الأمم، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد – صلى الله عليه وسلم – فسأل ربه التخفيف، فوضع عنه خمسا، فرجع إلى موسى، فقال له: بكم أمرت؟ قال: «بخمس». قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف، فإن أمتك أضعف الأمم، وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. قال: «قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه، وما أنا براجع إليه»، فقيل له: كما صبرت نفسك على الخمس، فإنه يجزئ عنك بخمسين، يجزئ عنك كل حسنة بعشر أمثالها. قال عيسى: بلغني أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «كان موسىصلى الله عليه وسلمأشدهم علي أولا، وخيرهم آخرا».
رواه البزار، ورجاله موثقون، إلا أن الربيع بن أنس قال: عن أبي العالية أو غيره. فتابعيه مجهول.