Question

Is the story regarding Rasulullah (sallallahu ‘alayhi wa sallam) meeting Bahirah the monk as a child authentic, is it in any Hadith? 

 

Answer

You are referring to an incident when Nabi (sallallahu ‘alayhi wa sallam) accompanied his uncle Abu Talib on a trip to Sham (Syria) when he was aged twelve. In this journey, they met a monk named Bahirah who subsequently recognised Nabi (sallallahu ’alayhi wa sallam) at that young age to be the final Prophet.

This is a famous incident among the scholars of Sirah (biography) of Nabi (sallallahu ‘alayhi wa sallam) and has been cited by the following authorities in the field of Sirah:

1. Imam Muhammad ibn Ishaq (rahimahullah),

2. Imam Ibn Sa’d (rahimahullah)

3. Imam Ibn Hisham (rahimahullah)

4. ‘Allamah Suhayli (rahimahullah),

5. Imam Abu Sa’d An-Naysaburi (rahimahullah)

6. Imam Ibn Sayyidin Nas (rahimahullah)

7. Hafiz Ibn Kathir (rahimahullah),

8. ‘Allamah ‘Iraqi (rahimahullah), and several others.

References for the above:

Dalailun Nubuwwah of Imam Bayhaqi, vol. 2, pg. 26-29

Tabaqat Ibn Sa’d, vol. 1, pg. 96-97

Sirah ibn Hisham with Ar-Rawdul Unf, vol. 1, pg. 118-119

Sharaful Mustafa, vol. 1, pg. 403-406

‘Uyunul Athar, vol. 1, pg. 105-108

Al-Fusul fi Siratir Rasul, pg. 94, Al-Bidayah wan Nihayah, vol. 2, pg. 289-290

Alfiyyatul ‘Iraqi fis Sirah.

Also see Sharhuz Zurqani ‘alal Mawahib, vol. 1, pg. 366-367, and Siratul Mustafa, vol. 1, pg. 90-93

Imam Bayhaqi (rahimahullah) stated:

“The incident is popular among the authors of Sirah.”

(Dalailun Nubuwwah, vol. 2, pg. 26)

Hadith sources

The Hadith sources do mention this incident as well, with acceptable chains of narrators. However, in their version there is mention of Sayyiduna Abu Bakr and Sayyiduna Bilal (radiyallahu ‘anhu) in this incident, which is problematic, due it conflicting with other historical facts.

(Sunan Tirmidhi, Hadith: 3620, Musannaf Ibn Abi Shaybah, Hadith: 32391, 37696 and Dalailun Nubuwwah of Bayhaqi, vol. 2, pg. 26)

This is either explained as a mistake or a different incident from the one which occurred when Nabi (sallallahu ‘alayhi wa sallam) was just twelve years old.

(Al-Isabah, vol. 1, pg. 176-177, Al-Khasaisul Kubra, vol. 1, pg. 84-86 and Sharhuz Zurqani ‘ala Mawahib, vol. 1, pg. 366-370)

Summary

In essence, this incident is correctly understood to have indeed occurred as is widely cited in the authentic books of Sirah. However the details that have been mentioned in the narration of Tirmidhi and Ibn Abi Shaybah are questionable according to some Muhaddithun, and is best avoided.

Therefore, the version cited by the senior Sirah expert, Imam Muhammad ibn Ishaq (rahimahullah) is the better version in this case to quote.

This version is the one that has been widely accepted and quoted by the Scholars of Sirah.

(‘Uyunul Athar, vol. 1, pg. 105, Sirah of ‘Allamah Dhahabi, pg. 28, Zadut Ma’ad, vol. 1, pg. 75, Al-Khasaisul Kubra, vol. 1, pg. 84-86 and others. Also see Shaykh ‘Awwamah’s footnotes on Musannaf Ibn Abi Shaybah, Hadith: 32391)

 

And Allah Ta’ala Knows best,

Answered by: Mawlana Muhammad Abasoomar

Checked by: Mawlana Haroon Abasoomar

__________

التخريج من المصادر العربية

دلائل النبوة: (٢٦/ ٢-٢٩)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو العباس: محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، قال: قال محمد بن إسحاق: وكان أبو طالب هو الذي [يلي] أمر رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، بعد جده، كان إليه ومعه. ثم إن أبا طالب خرج في ركب إلى الشام تاجرا، فلما تهيأ للرحيل وأجمع السير ضب به رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، فأخذ بزمام ناقته، وقال: يا عم، إلى من تكلني؟ لا أب لي ولا أم لي؟! فرق له أبو طالب، وقال: والله لأخرجن به معي، ولا يفارقني ولا أفارقه أبدا، أو كما قال: قال: فخرج به معه، فلما نزل الركب بصرى من أرض الشام، وبها راهب يقال له: بحيراء في صومعة له، وكان أعلم أهل النصرانية ولم يزل في تلك الصومعة قط راهب يصير علمهم عن كتاب فيه، فيما يزعمون، يتوارثونه كابرا عن كابر. فلما نزلوا ذلك العام ببحيراء، وكانوا كثيرا مما يمرون به قبل ذلك لا يكلمهم ولا يعرض لهم، حتى إذا كان ذلك العام، نزلوا به قريبا من صومعته، فصنع لهم طعاما كثيرا، وذلك فيما يزعمون عن شيء رآه وهو في صومعته في الركب حين أقبلوا، وغمامة بيضاء تظله من بين القوم. ثم أقبلوا حتى نزلوا بظل شجرة قريبا منه، فنظر إلى الغمامة حتى أظلت الشجرة وشمرت [أغصان الشجرة على رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، حتى استظل تحتها. فلما رأى ذلك بحيراء، نزل من صومعته، وقد أمر بذلك الطعام فصنع، ثم أرسل إليهم فقال: إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش، وأنا أحب أن تحضروا كلكم، صغيركم وكبيركم، وحركم وعبدكم. فقال له رجل منهم يا بحيراء، إن لك اليوم لشأنا ما كنت تصنع هذا فيما مضى وقد كنا نمر بك كثيرا فما شأنك اليوم؟ فقال له بحيراء صدقت، قد كان ما تقول، ولكنكم ضيف، وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما تأكلون منه كلكم. فاجتمعوا إليه وتخلف رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم [من] بين القوم لحداثة سنه في رحال القوم تحت الشجرة. فلما نظر بحيراء في القوم ولم ير الصفة التي يعرف ويجد عنده، فقال: يا معاشر قريش ، لا يتخلف أحد منكم عن طعامي هذا. فقالوا له: يا بحيرى ، ما تخلف عنك أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام وهو أحدث القوم سنا، تخلف في رحالهم. قال: فلا تفعلوا، ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم. فقال رجل من قريش مع القوم: واللات والعزى، إن هذا للؤم بنا أن يتخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب عن الطعام من بيننا. قال: ثم قام إليه فاحتضنه، ثم أقبل به حتى أجلسه مع القوم. فلما رآه بحيراء جعل يلحظه لحظا شديدا، وينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده في صفته، حتى إذا فرغ القوم من الطعام وتفرقوا، قام بحيراء فقال له: يا غلام، أسألك باللات والعزى إلا أخبرتني عما أسألك عنه. وإنما قال له بحيراء ذلك، لأنه سمع قومه يحلفون بهما. وزعموا أن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، قال له: لا تسلني باللات والعزى شيئا، فو الله ما أبغضت بغضهما شيئا قط. فقال له بحيراء: فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه. فقال: سلني عما بدا لك. فجعل يسأله عن أشياء من حاله في نومه وهيئته وأموره، فجعل رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، يخبره، فيوافق ذلك ما عند بحيراء من صفته. ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه، من صفته التي عنده.
قال: فلما فرغ منه أقبل على عمه أبي طالب، فقال له: ما هذا الغلام منك؟ فقال: ابني. فقال له بحيراء: ما هو بابنك، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا. قال. فإنه ابن أخي. قال: فما فعل أبوه؟ قال: مات، وأمه حبلى به. قال: صدقت. قال: ارجع بابن أخيك إلى بلده، واحذر عليه اليهود، فو الله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن، فأسرع به إلى بلاده. فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام. فزعموا فيما يتحدث الناس: أن زبيرا وثماما ودريسا ، وهم نفر من أهل الكتاب، قد كانوا رأوا من رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، في ذلك السفر الذي كان فيه مع عمه أبي طالب أشياء، فأرادوه فردهم عنه بحيراء، وذكرهم الله، وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته، وأنهم إن أجمعوا بما أرادوا لم يخلصوا إليه حتى عرفوا ما قال لهم وصدقوه بما قال، فتركوه وانصرفوا. فقال أبو طالب في ذلك شعرا يذكر مسيره برسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وما أراد منه أولئك النفر، وما قال لهم فيه بحيراء.

الطبقات لابن سعد: (٩٦-٩٧)
أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا محمد بن صالح بن دينار، وعبد الله بن جعفر الزهري قال (ح) وحدثنا ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، قالوا: لما خرج أبو طالب إلى الشأم وخرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرة الأولى وهو ابن اثنتي عشرة سنة، فلما نزل الركب بصرى من الشأم وبها راهب يقال له: بحيرا في صومعة له، وكان علماء النصارى يكونون في تلك الصومعة يتوارثونها عن كتاب يدرسونه، فلما نزلوا ببحيرا وكان كثيرا ما يمرون به لا يكلمهم حتى إذا كان ذلك العام، ونزلوا منزلا قريبا من صومعته قد كانوا ينزلونه قبل ذلك كلما مروا فصنع لهم طعاما، ثم دعاهم. وإنما حمله على دعائهم أنه رآهم حين طلعوا وغمامة تظل رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم حتى نزلوا تحت الشجرة ثم نظر إلى تلك الغمامة أظلت تلك الشجرة واخضلت أغصان الشجرة على النبي صلى الله عليه وسلم حين استظل تحتها، فلما رأى بحيرا ذلك نزل من صومعته، وأمر بذلك الطعام فأتي به، وأرسل إليهم، فقال: إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش وأنا أحب أن تحضروه كلكم ولا تخلفوا منكم صغيرا ولا كبيرا حرا ولا عبدا، فإن هذا شيء تكرموني به، فقال رجل: إن لك لشأنا يا بحيرا ما كنت تصنع بنا هذا فما شأنك اليوم؟ قال: فإنني أحببت أن أكرمكم ولكم حق. فاجتمعوا إليه وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم لحداثة سنه ليس في القوم أصغر منه في رحالهم تحت الشجرة، فلما نظر بحيرا إلى القوم فلم ير الصفة التي يعرف ويجدها عنده، وجعل ينظر ولا يرى الغمامة على أحد من القوم ويراها متخلفة على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال بحيرا: يا معشر قريش لا يتخلفن منكم أحد عن طعامي،
قالوا: ما تخلف أحد إلا غلام هو أحدث القوم سنا في رحالهم، فقال: ادعوه فليحضر طعامي فما أقبح أن تحضروا ويتخلف رجل واحد مع أني أراه من أنفسكم، فقال القوم: هو والله أوسطنا نسبا وهو ابن أخي هذا الرجل – يعنون أبا طالب – وهو من ولد عبد المطلب، فقال الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف: والله إن كان بنا للؤم أن يتخلف ابن عبد المطلب من بيننا، ثم قام إليه فاحتضنه وأقبل به حتى أجلسه على الطعام، والغمامة تسير على رأسه، وجعل بحيرا يلحظه لحظا شديدا، وينظر إلى أشياء في جسده قد كان يجدها عنده من صفته.
فلما تفرقوا عن طعامهم قام إليه الراهب، فقال: يا غلام أسألك بحق اللات والعزى إلا أخبرتني عما أسألك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسألني باللات والعزى، فوالله ما أبغضت شيئا بغضهما قال: فبالله إلا أخبرتني عما أسألك عنه قال: سلني عما بدا لك فجعل يسأله عن أشياء من حاله حتى نومه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره، فيوافق ذلك ما عنده، ثم جعل ينظر بين عينيه، ثم كشف عن ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضع الصفة التي عنده، قال: فقبل موضع الخاتم، وقالت قريش: إن لمحمد عند هذا الراهب لقدرا، وجعل أبو طالب لما يرى من الراهب يخاف على ابن أخيه، فقال الراهب لأبي طالب: ما هذا الغلام منك؟ قال أبو طالب: ابني، قال: ما هو بابنك، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا، قال: فابن أخي، قال: فما فعل أبوه؟ قال: هلك وأمه حبلى به، قال: فما فعلت أمه؟ قال: توفيت قريبا، قال: صدقت، ارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه اليهود، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما أعرف ليبغنه عنتا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم نجده في كتبنا، وما روينا عن آبائنا، وأعلم أني قد أديت إليك النصيحة، فلما فرغوا من تجاراتهم خرج به سريعا، وكان رجال من يهود قد رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفوا صفته، فأرادوا أن يغتالوه فذهبوا إلى بحيرا فذاكروه أمره، فنهاهم أشد النهي، وقال لهم: أتجدون صفته؟ قالوا: نعم، قال: فما لكم إليه سبيل، فصدقوه وتركوه، ورجع به أبو طالب فما خرج به سفرا بعد ذلك خوفا عليه.

سيرة ابن هشام مع الروض الأنف: (١١٨/ ١-١١٩)
قال ابن إسحاق: ثم إن أبا طالب خرج في ركب تاجرا إلى الشام، فلما تهيأ للرحيل، وأجمع المسير صب به رسول الله صلى الله عليه وسلم- فيما يزعمون- فرق له، وقال: والله لأخرجن به معي، ولا يفارقني، ولا أفارقه أبدا، أو كما قال. فخرج به معه، فلما نزل الركب بصرى من أرض الشام، وبها راهب يقال له: بحيرى في صومعة له، وكان إليه علم أهل النصرانية، ولم يزل في تلك الصومعة منذ قط راهب، إليه يصير علمهم عن كتاب فيها- فيما يزعمون يتوارثونه كابرا عن كابر. فلما نزلوا ذلك العام ببحيرى، وكانوا كثيرا ما يمرون به قبل ذلك، فلا يكلمهم، ولا يعرض لهم، حتى كان ذلك العام. فلما نزلوا به قريبا من صومعته صنع لهم طعاما كثيرا، وذلك- فيما يزعمون- عن شيء رآه وهو في صومعته، يزعمون أنه رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو في صومعته، يزعمون أنه رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو في صومعته في الركب حين أقبلوا، وغمامة تظله من بين القوم. قال: ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة قريبا منه، فنظر إلى الغمامة حين أظلت الشجرة، وتهصرت أغصان الشجرة على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى استظل تحتها، فلما رأى ذلك بحيرى نزل من صومعته وقد أمر بذلك الطعام فصنع، ثم أرسل إليهم، فقال: إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش، فأنا أحب أن تحضروا كلكم، وصغيركم وكبيركم، وعبدكم وحركم، فقال له رجل منهم: والله يا بحيرى إن لك لشأنا اليوم! ما كنت تصنع هذا بنا، وقد كنا نمربك كثيرا، فما شأنك اليوم؟! قال له بحيرى: صدقت، قد كان ما تقول، ولكنكم ضيف، وقد أحببت أن أكرمكم، وأصنع لكم طعاما، فتأكلوا منه كلكم. فاجتمعوا إليه، وتخلف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من بين القوم، لحداثة سنه، في رحال القوم تحت الشجرة، فلما نظر بحيرى في القوم لم ير الصفة التي يعرف ويجد عنده، فقال: يا معشر قريش: لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي، قالوا له: يا بحيرى، ما تخلف عنك أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام، وهو أحدث القوم سنا، فتخلف في رحالهم، فقال: لا تفعلوا، ادعوه، فليحضر هذا الطعام معكم قال: فقال رجل من قريش مع القوم: واللات والعزى، إن كان للؤم بنا أن يتخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب عن طعام من بيننا، ثم قام إليه فاحتضنه، وأجلسه مع القوم. فلما رآه بحيرى، جعل يلحظه لحظا شديدا، وينظر إلى أشياء من جسده، وقد كان يجدها عنده من صفته، حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا، قام إليه بحيرى، فقال: يا غلام، أسألك بحق اللات والعزى إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه، وإنما قال له بحيرى ذلك؛ لأنه سمع قومه يحلفون بهما، فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تسألنى باللات والعزى شيئا، فو الله ما أبغضت شيئا قط بغضهما، فقال له بحيرى: فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه، فقال له: سلنى عما بد الك. فجعل يسأله عن أشياء من حاله من نومه وهيئته وأموره، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره، فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته، ثم نظر إلى ظهره، فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده. قال ابن هشام: وكان مثل أثر المحجم. قال ابن إسحاق: فلما فرغ، أقبل على عمه أبي طالب، فقال له: ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني. قال له بحيرى: ما هو بابنك، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا، قال: فإنه ابن أخي، قال: فما فعل أبوه؟ قال: مات وأمه حبلى به، قال: صدقت، فارجع بابن أخيك إلى بلده، واحذر عليه يهود، فو الله لئن رأوه، وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم، فأسرع به إلى بلاده.
فخرج به عمه أبو طالب سريعا، حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام فزعموا فيما روى الناس: أن زريرا وتماما ودريسا- وهم نفر من أهل الكتاب- قد كانوا رأوا من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مثل ما رآه بحيرى في ذلك السفر الذي كان فيه مع عمه أبي طالب، فأرادوه، فردهم عنه بحيرى، وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته، وأنهم إن أجمعوا لما أرادوا به لم يخلصوا إليه، ولم يزل بهم، حتى عرفوا ما قال لهم، وصدقوه بما قال، فتركوه وانصرفوا عنه. فشب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والله تعالى يكلؤه، ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية، لما يريد به من كرامته ورسالته، حتى بلغ أن كان رجلا أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقا، وأكرمهم حسبا، وأحسنهم جوارا، وأعظمهم حلما، وأصدقهم حديثا، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال، تنزها وتكرما، حتى ما اسمه في قومه إلا الأمين، لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة.
قال حدثنا الفضل بن سهل أبو العباس الأعرج البغدادي، حدثنا عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح أخبرنا يونس عن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه قال خرج أبو طالب إلى الشام، وخرج معه النبي – صلى الله عليه وسلم – في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب هبطوا، فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت فجعل يتخللهم الراهب وهم يحلون رحالهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين. فقال له أشياخ من قريش: ما علمك؟. فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا خر ساجدا: ولا يسجدان إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه. ويقال غرضوف مثل التفاحة. ثم رجع فصنع لهم طعاما، فلما أتاهم به – وكان هو في رعية الإبل – قال أرسلوا إليه. فأقبل وعليه غمامة تظله فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه فقال انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه قال فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم ألا يذهبوا به إلى الروم، فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فيقتلونه فالتفت فإذا سبعة قد أقبلوا من الروم، فاستقبلهم فقال ما جاء بكم فقالوا: جئنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس وإنا قد اخترنا خيرة بعثنا إلى طريقك هذا، فقال هل خلفكم أحد هو خير منكم فقالوا: إنما اخترنا خيرة لطريقك هذا، قال أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا: لا، قال فبايعوه وأقاموا معه. قال أنشدكم بالله أيكم وليه؟ قالوا: أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب وبعث معه أبو بكر بلالا – رضي الله عنهما – وزوده الراهب من الكعك والزيت قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

شرف المصطفى: (١/ ٤٠٣-٤٠٦)
فصل: في ذكر ما جرى في رحلته صلى الله عليه وسلم مع عمّه إلى الشّام من الإرهاصات
قال: وكانت خزاعة وقريش في ذلك الزمان يختلفون إلى الشام في تجاراتهم ومن الشام إلى مكة، فتهيأ لأبي طالب السفر معهم، فركب راحلته، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بزمام ناقة عمه ثم قال: يا عم، إلى من تخلفني بعدك؟ لا أمّ لي ولا أب، فرق له أبو طالب وقال: لا أخلّفك ورائي، واحتمل النبي صلى الله عليه وسلم وجعله على مقدم راحلته وساروا حتى كانوا بواد من الشام نزلوا تحت شجرة، وكان في الوادي دير، وفي الدير راهب يقال له: بحيرا، وكان يشرف في اليوم ثلاث مرات على سطح له نظر الجائي والذاهب، قال: فأبصر أقواما قد نزلوا تحت الشجرة وإذا غمامة قد أظلت الشجرة وما حولها، قال الراهب: والله لا تظل هذه الغمامة إلّا على رأس نبي من الأنبياء، ثم دعا غلامه فقال: اذهب إلى هذه العير من أهل مكة فقل لهم: يقول لكم بحيرا الراهب: يا أهل مكة، قد علمتم حبي لكم، وإنه لا يمر بي رجل منكم إلّا أحسنت قراه، وأنا أحب أن تأتوني جميعا ولا يتخلف منكم أحد، فأتاهم الغلام فبلغ إليهم قوله: فأقبلوا جميعا، وخلفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحفظ رحالهم وأجيرا لهم معه.
قال: ففتح الراهب لهم بابا صغيرا يدخل الرجل بعد الرجل، فلما صاروا في الدير أشرف الراهب فإذا هو بالغمامة على حالها، فقال: يا قوم هل خلفتم أحدا؟ قالوا: نعم، أجيرا لنا ويتيما، قال: فابعثوا إلى أجيركم ويتيمكم، قال: فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم والغمامة على رأسه في الهواء تسير معه تظله حتى دخل الدير فبقيت الغمامة تظل الدير وما حوله، قال: – الحفاظ، وأخرجها بعضهم، وفي أوله أن الراهب بحيرا قال لهم وهو آخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين … القصة بطولها. قال الحافظ البيهقي: قال أبو العباس: سمعت العباس يقول: ليس في الدنيا مخلوق يحدث به غير قراد، وسمع أحمد بن حنبل ويحيى بن معين هذا من قراد.
قال البيهقي: وإنما أراد بإسناده هذا موصولا، فأما القصة فهي عند أهل المغازي مشهورة. وقال ابن سيد الناس عقب إيراده: ليس في إسناد هذا الحديث إلّا من خرج له في الصحيح، ومع ذلك في متنه نكارة. فقدّم إليهم طعاما فأكلوا وشربوا، ثم قال لهم بحيرا الراهب: ما يكون هذا الغلام منكم يا أهل مكة؟ قالوا: ابن هذا الشيخ- يعنون أبا طالب-، فقال بحيرا: والله ما ينبغي لأبوي هذا الغلام أن يكونا في الأحياء، أصدقوني أو أصدقكم خبره. قال أبو طالب: يا بحيرا، هذا ابن أخي، وهو يتيم في حجري، قال: صدقت يا شيخ وسأخبرك: إن هذا نبي من الأنبياء، وهذا خاتم النبوة بين كتفيه.
قال: فخرجوا حتى أتوا الشام فقضوا أوطارهم، ثم رجعوا قافلين إلى مكة، فأقام النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب ما شاء الله أن يقيم. قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يلعب مع الغلمان حتى بلغ مواضع بني مدلج، فرآه قوم من بني مدلج فدعوه فنظروا إلى قدميه- وقال مغلطاي في الإشارة: فيه وهمان الأول: بايعوه على أي شيء؟ الثاني: أبو بكر لم يكن حاضرا، ولا كان في حال من يملك، ولا ملك بلالا إلّا بعد ذلك بنحو ثلاثين عاما. وقال الحافظ في الإصابة: الحديث رجاله ثقات، وليس فيه ما ينكر إلّا هذه اللفظة (يعني: ذكر أبي بكر فيه وبلال) فتحمل على أنها مدرجة فيه، مقتطعة من حديث آخر وهما من أحد رواته. وأخرج قصة بحيرا الراهب أيضا من طرق أخرى: ابن سعد في الطبقات، وأبو نعيم في الدلائل. وإلى أثره، فخرجوا في أثره فصادفوا عبد المطلب قد لقيه فاعتنقه، فقالوا لعبد المطلب: ما هذا منكم؟ قال: ابني، قالوا: احتفظ به فإنا لم نر قط قدما أشبه بالقدم الذي في المقام منه. قال عبد المطلب لأبي طالب: اسمع ما يقول هؤلاء في هذا، فكان أبو طالب يحتفظ به.

عيون الأثر: (١/ ١٠٥-١٠٨)
ذكره سفره صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب إلى الشام وخبره مع بحيرى الراهب وذكر نبذة من حفظ الله تعالى لرسوله عليه السلام قبل النبوة
قال أبو عمر: سنة ثلاث عشرة من الفيل وشهد بعد ذلك بثمان سنين يوم الفجار سنة إحدى وعشرين، وقال أبو الحسن، الماوردي: خرج به عليه السلام عمه أبو طالب إلى الشام في تجارة له وهو ابن تسع سنين، وذكر ابن سعد بإسناد له عن داود بن الحصين أنه كان ابن اثنتي عشرة سنة قال ابن إسحق ثم إن أبا طالب خرج في ركب إلى الشام، فلما تهيأ للرحيل صب به  رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يزعمون فرق له أبو طالب وقال: والله لأخرجن به معي ولا يفارقني ولا أفارقه أبدا أو كما قال، فخرج به معه، فلما نزل الركب بصرى  من أرض الشام وبها راهب يقال له: بحيرى في صومعة له، وكان إليه علم أهل النصرانية، ولم يزل في تلك الصومعة منذ قط راهب، إليه يصير علمهم عن كتاب فيها فيما يزعمون، يتوارثونه كابرا عن كابر، فلما نزلوا ذلك العام ببحيرى وكانوا كثيرا ما يمرون به قبل ذلك فلا يكلمهم ولا يعرض لهم، حتى كان ذلك العام، فلما نزلوا به قريبا من صومعته صنع لهم طعاما كثيرا، وذلك فيما يزعمون عن شيء رآه وهو في صومعته، يزعمون أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركب حين أقبلوا وغمامة تظله من بين القوم، ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة قريبا منه، فنطر إلى الغمامة حتى أظلت الشجرة وتهصرت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استظل تحتها، فلما رأى ذلك بحيرى نزل من صومعته وقد أمر بذلك الطعام فصنع، ثم أرسل إليهم: أني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش، وأحب أن تحضروا كلكم، صغيركم وكبيركم، وعبيدكم وحركم، فقال له رجل منهم: والله يا بحيري إن بك اليوم لشأنا، ما كنت تصنع هذا بنا وقد كنا نمر بك كثيرا، ما شأنك اليوم؟ قال له بحيرى: صدقت، قد كان ما تقول، ولكنكم ضيف، وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما فتأكلوا منه كلكم، فاجتمعوا إليه، وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم لحداثة سنه في رحال القوم، فلما نزل بحيرى في القوم لم ير الصفة التي يعرف ويجد عنده، فقال: يا معشر قريش،: لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي! قالوا له: يا بحيري ما تخلف أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام، وهو أحدث القوم سنا، فتخلف في رحالهم، قال: لا تفعلوا، ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم، فقال رجل من قريش: واللات والعزى إن كان للؤما بنا أن يتخلف ابن عبد الله بن عبد المطلب عن طعام من بيننا، ثم قام إليه فاحتضنه وأجلسه مع القوم، فلما رآه بحيرى جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده من صفته، حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا قام إليه بحيرى فقال له: يا غلام! أسألك بحق اللات والعزى إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه- وإنما قال له بحيرى ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما- فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تسألني باللات والعزى شيئا، فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما، فقال له بحيرى: فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه، فقال له: سلني عما بدا لك، فجعل يسأله عن أشياء من حاله من نومه وهيئته وأموره ويخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته، ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده، فلما فرغ أقبل على عمه أبي طالب فقال: ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني، قال: ما هو بابنك، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا، قال: فإنه ابن أخي، قال: فما فعل أبوه؟ قال: مات وأمه حبلى به، قال: صدقت، فارجع بابن أخيك إلى بلده، واحذر عليه يهود، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم، فأسرع به إلى بلاده، فخرج به عمه أبو طالب سريعا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام، فزعموا أن نفرا من أهل الكتاب قد كانوا رأوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما رأى بحيرى في ذلك السفر الذي كان فيه مع عمه أبي طالب فأرادوه، فردهم عنه بحيرى في ذلك، وذكرهم الله تعالى وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفاته، وأنهم إن أجمعوا لما أرادوا لم يخلصوا، إليه حتى عرفوا ما قال لهم وصدقوه بما قال، فتركوه وانصرفوا عنه. قوله: فصب به رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصبابة: رقة الشوق، وصببت أصب، وعند بعض الرواة: فضبت به أي: لزمه، قاله السهيلي.
وروينا من طريق الترمذي: ثنا الفضل بن سهل أبو العباس الأعرج البغوي: ثنا عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح قال: أنا يونس بن أبي إسحق عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه قال: خرج أبو طالب إلى الشام، وخرج معه النبي صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب، وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت، قال: فهم يحلون رحالهم، فجعل يتخللهم الراهب، حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، يبعثه الله رحمة للعالمين، فقال الأشياخ من قريش: ما علمك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم على العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا، ولا يسجدان إلا لنبي، وإني لأعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ثم رجع فصنع لهم طعاما، فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل قالوا: أرسلوا إليه، فأقبل وعليه غمامة تظله، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه، قال: فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فيقتلونه، فالتفت فإذا سبعة قد أقبلوا من الروم، فاستقبلهم، فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا، أن هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس، وإنا قد أخبرنا خبره، بعثنا إلى طريقك هذا، فقال: هل خلفكم أحد هو خير منكم؟ قالوا: إنما أخبرنا خبره بعثنا لطريقك هذا، قال: أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا: لا، قال: فبايعوه وأقاموا معه، قال: أنشدكم بالله أيكم وليه؟ قالوا: أبو طالب، فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب، وبعث معه أبو بكر بلالا، وزوده الراهب من الكعك والزيت. قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

الفصول في السيرة:
(٩٤)  
فرأى هو وأصحابه ممن خرج معه إلى الشام من الآيات فيه صلى الله عليه وسلم ما زاد عمه في الوصاة به والحرص عليه، كما رواه الترمذي في جامعه بإسناد رجاله كلهم ثقات، من تظليل الغمامة له وميل الشجرة بظلها عليه، وتبشير بحيرا الراهب به، وأمره لعمه بالرجوع به لئلا يراه اليهود فيرمونه سوءاً، والحديث له أصل محفوظ وفيه زيادات أخر ز ثم خرج ثانياً إلى الشام في تجارة لخديجة بنت خويلد رضي الله تعالى عنها مع غلامها ميسرة على سبيل القراض، فرأى ميسرة ما بهره من شأنه، فرجع فأخبر سيدته بما رأى، فرغبت إليه أن يتزوجها، لما رجت في ذلك من الخير الذي جمعه الله لها، وفوق ما يخطر ببال بشر.

البداية والنهاية: (٢/ ٢٨٩-٢٩٠)
وقد ذكر يونس بن بكير عن ابن إسحاق أن أبا طالب قال في ذلك ثلاث قصائد هكذا ذكر ابن إسحاق هذا السياق من غير إسناد منه وقد ورد نحوه من طريق مسند مرفوع فقال الحافظ أبو بكر الخرائطي: حدثنا عباس بن محمد الدوري حدثنا قراد أبو نوح حدثنا يونس عن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه قال: خرج أبو طالب إلى الشام، ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب – يعني بحيرى – هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب كانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج ولا يلتفت إليهم قال: فنزل، وهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذا سيد العالمين، وفي رواية البيهقي زيادة: هذا رسول رب العالمين هذا يبعثه الله رحمة للعالمين فقال له أشياخ من قريش: وما علمك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجرة ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجدون إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه، ثم رجع فصنع لهم طعاما. فلما أتاهم به – وكان هو في رعية الإبل – فقال: أرسلوا إليه فأقبل، وغمامة تظله فلما دنا من القوم قال: انظروا إليه عليه غمامة فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة فلما جلس مال فيء الشجرة عليه قال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه قال: فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم ألا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه فالتفت فإذا هو بسبعة نفر من الروم قد أقبلوا قال: فاستقبلهم فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا أن هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه ناس، وإنا أخبرنا خبره إلى طريقك هذه قال: فهل خلفتم أحدا هو خير منكم؟ قالوا: لا إنما أخبرنا خبره إلى طريقك هذه قال: أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟ فقالوا: لا قال: فبايعوه، وأقاموا معه عنده قال: فقال الراهب: أنشدكم الله أيكم وليه قالوا: أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده، وبعث معه أبو بكر بلالا، وزوده الراهب من الكعك والزيت.

شرح الزرقاني على المواهب: (١/ ٣٦٦-٣٦٧)
قال البيهقي: هذه القصة مشهورة عند أهل المغازي. انتهى. وضعف الذهبي الحديث لقوله في آخره: “وبعث معه أبو بكر بلالا” فإن أبا بكر إذ ذاك لم يكن متأهلا، ولا اشترى بلالا. قال الحافظ ابن حجر في الإصابة: الحديث رجاله ثقات، وليس فيه منكر سوى هذه اللفظة، فتحمل على أنها مدرجة فيه مقتطعة من حديث آخر… وهما من أحد رواته. وفي حديث عند البيهقي وأبي نعيم: أن بحيرى رأى -وهو في صومعته- في الركب حين أقبلوا، وغمامة بيضاء تظلله من بين القوم، ثم أقبلوا حتى نزلوا بظل شجرة قريبًا منه، فنظر إلى الغمامة حين أظلت الشجرة، وتهصرت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استظل تحتها. الحديث. وفيه: أن بحيرى قام فاحتضنه وأنه جعل يسأله عن أشياء من حاله: ونومه وهيئته وأموره. ويخبره صلى الله عليه وسلم فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته، ورأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده.

سيرت المصطفى (١/ ٩٠-٩٣) [ليس عندي]

دلائل النبوة: (٢/ ٢٦) 
قال أبو العباس: سمعت العباس يقول: ليس في الدنيا مخلوق يحدث به غير قراد. وسمع هذا أحمد ويحيى بن معين من قراد.
قلت: وإنما أراد به بإسناده هذا موصولا. فأما القصة فهي عند أهل المغازي مشهورة.

سنن الترمذي:
(٣٦٢٠) 
 حدثنا الفضل بن سهل أبو العباس الأعرج البغدادي قال: حدثنا عبد الرحمن بن غزوان قال: أخبرنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، قال: «خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت». قال: «فهم يحلون رحالهم، فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، يبعثه الله رحمة للعالمين»، فقال له أشياخ من قريش: ما علمك، فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجدان إلا لنبي، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ثم رجع فصنع لهم طعاما، فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل، قال: أرسلوا إليه، فأقبل وعليه غمامة تظله، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه، قال: فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم، فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فيقتلونه،  فالتفت فإذا بسبعة قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم، فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا، إن هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس وإنا قد أخبرنا خبره فبعثنا إلى طريقك هذا، فقال: هل خلفكم أحد هو خير منكم؟ قالوا: إنما أخبرنا خبره بطريقك هذا. قال: أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا: لا، قال: فبايعوه وأقاموا معه قال: أنشدكم بالله أيكم وليه؟ قالوا: أبو طالب، فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب وبعث معه أبو بكر بلالا وزوده الراهب من الكعك والزيت “: «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه».

مصنف ابن أبي شيبة: (٣٢٣٩١/ ٣٧٦٩٦)
حدثنا قراد أبو نوح، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبيه، قال: خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب، وكانوا قبل ذلك يمرون فلا يخرج إليهم، ولا يلتفت، قال: فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين، فقال له أشياخ من قريش: ما علمك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر، ولا حجر إلا خر ساجدا، ولا يسجدون إلا لنبي.
حدثنا قراد أبو نوح، قال: أخبرنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى ، عن أبيه، قال خرج أبو طالب إلى الشام، وخرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشياخ من قريش، فلما أشرفوا على الراهب، هبطوا فحلوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب، وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت، قال: فهم يحلون رحالهم، فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين ، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين، فقال له أشياخ من قريش: ما علمك؟ قال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر، ولا حجر إلا خر ساجدا، ولا يسجدون إلا لنبي، وإني لأعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ثم رجع وصنع لهم طعاما، فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل، قال: أرسلوا إليه، فأقبل وعليه غمامة تظله، قال: انظروا إليه، عليه غمامة تظله، فلما دنا من القوم، وجدهم قد سبقوا إلى فيء الشجرة، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه، قال: فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم، فإن الروم لو رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه، فالتفت فإذا هو بتسعة نفر قد أقبلوا من الروم، فاستقبلهم، فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا، أن هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق في طريق إلا قد بعث إليه ناس، وإنا أخبرنا خبره فبعثنا إلى طريقك هذا، فقال لهم: ما خلفتم خلفكم أحدا هو خير منكم؟ قالوا: لا، إنما أخبرنا خبره بطريقك هذا، قال: أفرأيتم أمرا أراد الله أن يقضيه، هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا: لا، قال: فتابعوه وأقاموا معه، فأتاهم فقال: أنشدكم بالله أيكم وليه؟ قال أبو طالب: أنا، فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب، وبعث معه أبو بكر بلالا، وزوده الراهب من الكعك والزيت.

دلائل النبوة: (٢/ ٢٦)
قال أبو العباس: سمعت العباس يقول: ليس في الدنيا مخلوق يحدث به غير قراد. وسمع هذا أحمد ويحيى بن معين من قراد.
قلت: وإنما أراد به بإسناده هذا موصولا. فأما القصة فهي عند أهل المغازي مشهورة.

الإصابة: (١/ ١٧٦-١٧٧) = (١/ ١٨٤)
في هذا الحديث وفي الجملة هي وهم من أحد رواته وأخرج بن منده من تفسير عبد الغني بن سعيد الثقفي أحد الضعفاء المتروكين بأسانيده عن بن عباس أن أبا بكر الصديق صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن ثمان عشرة سنة والنبي صلى الله عليه وسلم بن عشرين وهم يريدون الشام في تجارة حتى إذا نزل منزلا فيه سدرة قعد في ظلها ومضى أبو بكر إلى راهب يقال له بحيرا يسأله عن شيء فقال له من الرجل الذي في ظل السدرة فقال محمد بن عبد الله بن عبد المطلب فقال هذا والله نبي ما استظل تحتها بعد عيسى بن مريم الا محمد ووقع في قلب أبي بكر الصديق فلما بعث نبي الله صلى الله عليه وسلم اتبعه فهذا إن صح يحتمل أن يكون في سفرة أخرى بعد سفرة أبي طالب وفي شرف المصطفى لأبي سعيد النيسابوري أنه صلى الله عليه وسلم مر ببحيرا أيضا لما خرج في تجارة خديجة ومعه ميسرة وأن بحيرا قال له قد عرفت العلامات فيك كلها الا خاتم النبوة فاكشف لي عن ظهرك وأنه كشف له عن ظهره فرآه فقال أشهد أن لا آله الا الله وأشهد انك رسول الله النبي الأمي الذي بشر به عيسى بن مريم ثم ذكر القصة مطولة جدا فالله أعلم وإنما ذكرته في هذا القسم لأن تعريف الصحابي لا ينطبق عليه وهو مسلم لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك فقولنا مسلم يخرج من لقيه مؤمنا به قبل أن يبعث كهذا الرجل والله أعلم بحينة ذكره عبدان في الصحابة وأخرج عن عباس الدوري عن أبي نعيم عن عبد السلام بن حرب عن أبي خالد عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن بحينة قال مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا منتصب أصلي بعد صلاة الفجر فقال اجعلوا بينهما فصلا قال أبو موسى كذا ترجمه وروى الحديث والصواب ما رواه خيثمة بن سليمان عن السري بن يحيى عن أبي نعيم بهذا الإسناد فقال عن بن بحينة قلت وقد بين أحمد بن حازم بن أبي عروة في مسنده الواهم فيه فأخرجه عن أبي نعيم كما رواه عباس سواء ثم قال بعده قال لنا أبو نعيم إنما هو بن بجينة ولكن كذا قال لنا يعني عبد السلام قال أبو موسى وكذلك رواه يحيى بن أبي كثير عن أبن ثوبان على الصواب ثم ساقه من مسند أحمد كذلك بحيرة بن عامر حكى بن قانع أن بعضهم صحف بحيرة فقال بحيرة والصواب بيحرة كما تقدم الباء بعدها الدال البداء بن عاصم اللخمي روى أبو علي الكرابيسي في كتاب القضاء من طريق عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن بن عباس قال خرج البداء بن عاصم وتميم الداري مسافرين ومعهما رجل من بني سهم فذكر الحديث في نزول قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم الآية أخرجه عن معلى بن منصور عن بن أبي زائدة عن محمد بن أبي القاسم عن عبد الملك وقد أخرجه البخاري والترمذي والطبراني وأبو داود وغيرهم من طرق متعددة عن بن أبي زائدة فاتفقوا على أنه عدي بن بداء ولم يقع عند أحد منهم البداء بن عاصم فلعله كان فيه عدي بن بداء بن عاصم فسقط لفظ عدي والله أعلم وسيأتي ذكر عدي في حرف العين إن شاء الله تعالى البداح بن عدي الأنصاري قال بن حبان يقال له صحبة وفي القلب من كثرة الاختلاف في إسناده وذكره الباوردي وهو وهم نشأ عن تصحيف فإنه أخرج من طريق روح بن القاسم عن محمد بن أبي بكر بن حزم عن البداح بن عدي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للرعاء الحديث وهذا قد رواه مالك وغيره عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن أبي البداح بن عاصم بن عدي وهو الصواب وكذلك أخرجه أبو داود من رواية بن عيينة عن محمد بن أبي بكر بن حزم على الصواب ورأيت في حواشي السنن لابن القيم الحنبلي الجزم بان زوج جميلة بنت يسار أخت معقل بن يسار اسمه البداح التابعي والله أعلم بديل غير منسوب قال بن منده خرج في الصحابة وذكره أهل المعرفة في التابعين ثم روى عن موسى بن سروان عن بديل قال كان كم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرسغ قلت بديل شيخ موسى هو بن مسيرة العقيلي وهو تابعي صغير وجل روايته عن التابعين الباء بعدها الذال بذيمة والد علي وهو بفتح أوله وكسر الذال المعجمة ذكر في الصحابة وهو خطأ نشأ عن سقط في الإسناد قال بن منده ذكره بن صاعد في الصحابة وروى عن أحمد بن منيع عن أشعث بن عبد الرحمن عن الوليد بن ثعلبة عن علي بن بذيمة عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا في الدعاء انتهى كلام بن منده وذكره أبو نعيم وقال هو وهم ولم يبين وجه الوهم وهو سقوط أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود بين علي وأبيه وإنما الحديث من مسند عبد الله بن مسعود بينه مسعر في روايته عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن أبيه أخرجه الحاكم في المستدرك وسأذكر الحديث إن شاء الله تعالى في ترجمة سالم بن عوف بن مالك وبذيمة ليس له صحبة ولا رؤية ولا رواية وإنما هو من أبناء الاكاسرة أسر وهو صغير في قتال الفرس فوهبه سعد بن أبي وقاس لجابر بن سمرة وذلك يوم المدائن ذكر ذلك بن سعد في الطبقات الباء بعدها الراء البراء بن الجعد بن عوف ذكره بن الجوزي في تلقيحه هكذا أورده الذهبي في التجريد مستدركا وهو وهم فكأنه نسب إلى جده وهو البراء بن أوس بن خالد بن الجعد بن عوف وقد تقدم البراء بن قبيصة قال أبو موسى ذكره عبدان وقال رأيته في التذكرة ولا أعلم له صحبة.

شرح الزرقاني على المواهب: (١/ ٣٦٦-٣٧٠)
وأخرج ابن منده، بسند ضعيف عن ابن عباس: أن أبا بكر الصديق صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان عشرة، والنبي صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة، وهم يريدون الشام في تجارة، حتى نزلا منزلا فيه سدرة، فقعد في ظلها، ومضى أبو بكر إلى راهب يقال له بحيرى، يسأله عن شيء، فقال له: من الرجل الذي في ظل الشجرة، قال: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، قال: هذا والله نبي، ما استظل تحتها بعد عيسى عليه السلام إلا محمد. ووقع في قلب أبي بكر الصديق، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم اتبعه.
قال الحافظ أبو الفضل بن حجر في الإصابة: إن صحت هذه القصة فهي سفرة أخرى بعد سفرة أبي طالب. انتهى.

زاد المعاد: (١/ ٧٥)
فلما بلغ ثنتي عشرة سنة خرج به عمه إلى الشام، وقيل: كانت سنه تسع سنين، وفي هذه الخرجة رآه بحيرى الراهب وأمر عمه ألا يقدم به إلى الشام خوفا عليه من اليهود، فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى مكة، ووقع في كتاب الترمذي وغيره أنه بعث معه بلالا، وهو من الغلط الواضح، فإن بلالا إذ ذاك لعله لم يكن موجودا، وإن كان فلم يكن مع عمه ولا مع أبي بكر. وذكر البزار في ” مسنده ” هذا الحديث ولم يقل: وأرسل معه عمه بلالا، ولكن قال: رجلا.
فلما بلغ خمسا وعشرين سنة خرج إلى الشام في تجارة.

السيرة للذهبي: (ص: ٢٨) = تاريخ الإسلام (سيرة ص: ٥٠٤)
سفره مع عمه إن صح: قال قراد أبو نوح: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، قال: خرج أبو طالب إلى الشام ومعه محمد صلى الله عليه وسلم وأشياخ من قريش؛ فلما أشرفوا على الراهب نزلوا فخرج إليهم…الخ
وفي الحديث ألفاظ منكرة، تشبه ألفاظ الطرقية، مع أن ابن عائذ روى معناه في مغازيه دون قوله: “وبعث معه أبو بكر بلالا” إلى آخره، فقال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: أخبرني أبو داود سليمان بن موسى، فذكره بمعناه.
وقال ابن إسحاق في “السيرة”: إن أبا طالب خرج…الخ

الخصائص الكبرى: (١/ ٨٤-٨٦)
وأخرج ابن مندة بسند ضعيف عن ابن عباس أن أبا بكر الصديق صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة والنبي ابن عشرين سنة وهم يريدون الشام في تجارة حتى إذا نزل منزلا فيه سدرة قعد في ظلها ومضى أبو بكر إلى راهب يقال له بحيرا يسأله عن شيء فقال له من الرجل الذي في ظل الشجرة قال محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قال هذا والله نبي ما استظل تحتها بعد عيسى بن مريم إلا محمد ووقع في قلب أبي بكر الصديق فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أتبعه قال ابن حجر في الاصابة إن صحت هذه القصة فهي سفرة أخرى بعد سفرة أبي طالب.

تعليقات الشيخ محمد عوامة على مصنف ابن أبي شيبة:
(٣٢٣٩١) – وقراد: هو عبد الرحمن بن غزوان، قال في «التقريب»: «ثقة له أفراد».
وقد رواه تامة بمثل إسناد المصنف: الترمذي (٣٦٢٠) وقال: حسن غريب، والحاكم ٢: ٦١٥-٦١٦، والبيهقي في «الدلائل» ٢: ٢٦ وصححه الحاكم على شرطهما، فتعقبه الذهبي بقوله: «أظنه موضوعا، فبعضه باطل». وقال الحافظ في «إتحاف المهرة» (١٢٣٦٩): تفرد به قراد، رواه أبو بكر بن أبي شيبة عنه بألفاظ منكرة»، فكأن هذه من أفراده التي عناها الحافظ.
وقد أسهب الذهبي في السيرة النبوية من كتابه «تاريخ الإسلام» ص: ٧٠ في نقد الرواية المطولة، فأورد عليها عشرة اعتراضات، سوى قوله في آخر الرواية:
وبعث معه أبو بكر بلالا، فإن العلماء الآخرين أوردوا هذه المقولة وقالوا: هي مدرجة مقتطعة من خبر آخر، وممن قال ذلك: الحافظ في ترجمة بحيرى الراهب من الإصابة». وأقول: إذا سلكنا مسلك الدفع والتأويل لكل واحد من هذه الاعتراضات، لتم لنا ذلك بتكلف، أما وهي مجتمعة فلا.
وقد تعلق الذهبي على شيخ المصنف فأع الخبر به، وقد قال في «الميزان» ٢: (٤٩٣٤) «أنكر ما له حديثه عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى، عن أبي موسى..» فذكره. وكلام ابن كثير في «سيرته» المفردة ١: ٢٤٨ لا يؤثر على القصة إلا الجملة المتفق علی نکارتها، وهي ذكر أبي بكر وبلال في الخبر.
وأشار البيهقي في «الدلائل» إلى تفرد شيخ المصنف برفعه مسندا أما رواية ابن إسحاق فهي مع خلوها من الإسناد خالية من الاعتراضات الموجهة إلى رواية قراد.