Question
Is it true that as long as we stay in the same place reading Quran and doing dhikr after having prayed a voluntary or obligatory prayer that Allah Ta’ala sends his special mercy and the angels pray for our forgiveness till we standup from that place?
Answer
Imam Malik (rahimahullah) has recorded a narration on the authority of Sayyiduna Abu Hurayrah (radiyallahu ‘anhu) that Rasulullah (sallallahu ‘alayhi wasallam) has said:
“The angels continuously make du’a for one of you as long as he remains in the spot where he performed his salah, until he makes “hadath” saying: “O Allah, forgive him! O Allah, have mercy on him!” Imam Malik [one of the narrators – rahimahullah] said: I believe “hadath” can only be referring to those things which break a person’s wudu.”
(Muwatta Imam Malik, Hadith: 441; Also see: Sahih Bukhari, Hadith: 659, Sahih Muslim, Hadith: 649, and At-Targhib Wat Tarhib, Hadith: 626)
Imam Ibn Khalaf Al-Baji (rahimahullah) has mentioned one of the interpretations of this Hadith to be that it refers to the one who sits in the same place where he has performed Salah either waiting for the next Salah or engaging in some type of dhikr [which includes, but is not restricted to, the recitation of Quran].
(Al-Muntaqa, Hadith: 378; Also see: Sunan Tirmidhi, Hadith: 3235, Mirqat, Hadith: 702, and Awjazul Masalik, Hadith: 368)
Notes:
1. This narration does not mention of Allah Ta’ala sending his special mercies, rather only mention of the Angels is made.
2. Furthermore, this Hadith refers to when a person sits after having performed an obligatory prayer.
3. The ‘Ulama have mentioned that this Hadith is not restricted to having performed Salah in congregation and can also apply to women that pray individually, in the comfort of their homes.
(Refer: Al-Istidhkar, vol. 6, pgs. 209-216, Al-Muntaqa, vol. 2, pg. 292, Fathul Bari, Hadith: 659, and Awjazul Masalik, Hadith: 368)
And Allah Ta’ala knows best.
Answered by: Moulana Farhan Shariff
Approved by: Moulana Muhammad Abasoomar
__________
التخريج من المصادر العربية
موطأ مالك:
(٤٤١) – مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه، ما لم يحدث. اللهم اغفر له. اللهم ارحمه».
قال يحيى، قال مالك: لا أرى قوله: ما لم يحدث، إلا الإحداث الذي ينقض الوضوء.
صحيح البخاري:
(٦٥٩) – حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه، ما لم يحدث: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة».
صحيح مسلم:
(٦٤٩) – وحدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن أيوب السختياني، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، ما لم يحدث، وأحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه».
الترغيب والترهيب للمنذري:
(٦٢٦) – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه ما لم يحدث: اللهم صل عليه، اللهم ارحمه، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة».
رواه البخاري واللفظ له، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه.
المنتقى شرح الموطإ:
(٣٧٨) – وقوله: (ما دام في مصلاه الذي صلى فيه) يعني موضع صلاته ويحتمل ذلك وجهين: أحدهما: أنها تدعو له ما دام في مصلاه قبل أن يصلي فيه منتظرا للصلاة حتى يصلي فيه إلا أن يحدث قبل صلاته، فيجب عليه القيام للوضوء فلا يصلي عليه حينئذ لجلوسه.
والوجه الثاني: أن الملائكة تصلي عليه ما دام في مكانه الذي صلى فيه جالسا بعد صلاته فيه إلا أن جلوسه فيه يكون لأحد وجهين، إما للذكر بعد الصلاة، وإما لانتظار صلاة أخرى وهذا يعود إلى الوجه الأول…
قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه) يريد أن حكمه حكم من هو في صلاة في كثرة ثوابه إذا نوى بمقامه في موضعه انتظار الصلاة، لا يكون لمقامه وامتناعه من الانقلاب إلى أهله معنى غير انتظار الصلاة في المسجد، وقد يكون انتظار الصلاة لمعنيين: أحدهما: أن ينتظر وقتها.
والثاني: أن ينتظر إقامتها في الجماعة.
وفي «المبسوط» سئل مالك عن رجل صلى في غير جماعة ثم قعد بموضعه ينتظر صلاة أخرى أتراه في صلاة بمنزلة من كان في المسجد كما جاء في الحديث؟ قال: نعم إن شاء الله أرجو أن يكون ذلك.
سنن الترمذي:
(٣٢٣٥) – حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا معاذ بن هانئ أبو هانئ اليشكري قال: حدثنا جهضم بن عبد الله، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، أنه حدثه عن مالك بن يخامر السكسكي، عن معاذ بن جبل قال: احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس، فخرج سريعا فثوب بالصلاة، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجوز في صلاته، فلما سلم دعا بصوته فقال لنا: «على مصافكم كما أنتم» ثم انفتل إلينا فقال: «أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة: أني قمت من الليل فتوضأت فصليت ما قدر لي فنعست في صلاتي فاستثقلت، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة، فقال: يا محمد قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب، قالها ثلاثا قال: فرأيته وضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله بين ثديي، فتجلى لي كل شيء وعرفت، فقال: يا محمد، قلت: لبيك رب، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات، قال: ما هن؟ قلت: مشي الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء في المكروهات، قال: ثم فيم؟ قلت: إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة بالليل والناس نيام. قال: سل. قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك وحب من يحبك، وحب عمل يقرب إلى حبك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنها حق فادرسوها ثم تعلموها».
«هذا حديث حسن صحيح» سألت محمد بن إسماعيل، عن هذا الحديث، فقال: «هذا حديث حسن صحيح». هذا أصح من حديث الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثنا خالد بن اللجلاج قال: حدثني عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث. وهذا غير محفوظ. هكذا ذكر الوليد، في حديثه عن عبد الرحمن بن عائش، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروى بشر بن بكر، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، هذا الحديث بهذا الإسناد عن عبد الرحمن بن عائش، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أصح، وعبد الرحمن بن عائش لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم.
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح:
(٧٠٢) – (وعنه): أي: عن أبي هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل) أي: ثواب صلاته (في الجماعة تضعف) بالتشديد، ويجوز التخفيف، قاله في الأزهار، أي: تزاد (على صلاته) يقال: ضعف الشيء إذا زاد، وضعفته وأضعفته وضاعفته بمعنى، كذا في النهاية. وقال ابن حجر: إسناد الزيادة إليها مجاز عن ثوابها، أو يقدر مضاف أي: ثواب صلاة الرجل على ثواب صلاته وحده (في بيته وفي سوقه): عطف بإعادة الجار. قال ابن حجر: بل وفي المسجد أيضا كما علم من أدلة أخرى، وخصا بالذكر لأن ذلك التضعيف إذا فات من بهما وإن احتاج إلى ملازمتهما فمن بغيرهما أولى بأن يفوته اهـ. وفيه بحث.
والظاهر أن وجه تخصيصهما كون الغالب أن توجد الجماعة في المسجد دونهما ; ولذا أطلق تعليل التضعيف الآتي بالخروج إلى المسجد من غير تقييد بجماعة. وقيل: معناه أن الصلاة في المسجد جماعة تزيد على الصلاة في البيت وفي السوق جماعة وفرادى. وقال العسقلاني: والذي يظهر أن المراد بمقابلة الجماعة في المسجد الصلاة في غيره منفردا (خمسا وعشرين ضعفا) أي: مثلا، وفي رواية: سبعا وعشرين. وسيأتي الكلام عليهما في مبحث الجماعة. قال ابن الملك: المراد الكثرة لا الحصر. قال العسقلاني: قوله بخمس وعشرين، وفي رواية الأصيلي: خمسا وعشرين، وقوله: ضعفا كذا في الروايات التي وقفنا عليها، وحكى الكرماني وغيره خمسا وعشرين درجة، فيؤول الضعف بالدرجة أو بالصلاة، (وذلك) أي: التضعيف البعيد المرتب على القصد والنية (أنه) أي: لأنه أو بأنه يعني الرجل أو الشأن (إذا توضأ فأحسن الوضوء) بأن جمع بين العمل بالفرائض والسنن (ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه): أي: من بيته إلى المسجد (إلا الصلاة) أي: قصد الصلاة بجماعة لا شغل آخر، جملة حالية مؤسسة لا مؤكدة كما قال الطيبي: الجملة الحالية كالتعليل للحكم، كأنه لما أضاف الصلاة إلى الرجل المعرف بلام الجنس، أفاد صلاة الرجل الكامل الذي لا يلهيه أمر دنيوي عن ذكر الله في بيت الله تضعف أضعافا ; لأن مثله لا يقصر في شرائطها وأركانها وآدابها، فإذا توضأ أحسن الوضوء، وإذا خرج إلى الصلاة لا يشوبه شيء مما يكدره، وإذا صلى لم يتعجل للخروج، ومن هذا شأنه فجدير بأن يضاعف ثواب صلاته. (لم يخط) قال العسقلاني: بفتح أوله وضم الطاء، وقوله (خطوة) بضم أوله، ويجوز الفتح. قال الجوهري: هي بالضم ما بين القدمين، وبالفتح المرة الواحدة، وجزم اليعمري أنها هنا بالفتح قال القرطبي: إنها في روايات مسلم بالضم (إلا رفعت له بها درجة) أي: لم يكن عليه ذنوب (وحط عنه بها خطيئة) أي: إذا كان عليه سيئات، ويمكن أن يجمع له بين الرفع والحط وهو الظاهر والفضل واسع. (فإذا صلى لم تزل) بالتأنيث ويذكر (الملائكة تصلي عليه) أي: تدعو له بالخير وتستغفر من ذنوبه (ما دام في مصلاه: اللهم اغفر له، اللهم تب عليه) جملة مبينة لقوله: تصلي عليه، وفي ذلك فخامة (اللهم ارحمه) قال الطيبي: طلب الرحمة بعد طلب المغفرة لأن صلاة الملائكة استغفار لهم (ولا يزال أحدكم في صلاة) أي: حكما أخرويا يتعلق به الثواب (ما انتظر الصلاة) أي: ما دام ينتظرها، فإن الأعمال بالنيات، بل نية المؤمن خير من عمله. (وفي رواية: قال: (إذا دخل المسجد كانت الصلاة تحبسه) أي: لا يمنعه من الخروج من المسجد غير انتظار الصلاة، وفي رواية لمسلم: («لا يزال أحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه») أي: لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة. وجاء في بعض الحكايات: أن عبدا استأذن سيده أن يدخل المسجد ويصلي، فأذن له ووقف خارج المسجد ينتظره، فأبطأ العبد عليه فقال له: اخرج، فقال: ما يخليني أخرج، فقال: من هو؟ فقال: الذي لا يخليك تدخل. (وزاد) أي: في هذه الرواية (في دعاء الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم تب عليه) أي: وفقه للتوبة أو اقبلها منه أو ثبته عليها، والمعنى: لا تزال الملائكة داعين له ما دام في مصلاه أو منتظرا للصلاة (ما لم يؤذ فيه): أي: أحدا من المسلمين بلسانه أو يده ; فإنه حدث معنوي، ومن ثمة أتبعه بالحدث الظاهري فقال: (ما لم يحدث فيه) أي: حدثا حقيقيا، وهو بسكون الحاء وتخفيف الدال المكسورة، أي: ما لم يبطل وضوؤه، لما روي أن أبا هريرة لما روى هذا الحديث قال له رجل من حضرموت: وما الحدث يا أبا هريرة ; قال: فساء أو ضراط. نقله ابن الملك، وهو في بعض طرق الحديث عند الترمذي، ولعل سبب الاستفسار إطلاق الحدث على غير ذلك عندهم، أو ظنوا أن الإحداث بمعنى الابتداع، وتشديد الدال خطأ كذا في النهاية. وقال العسقلاني: ما لم يؤذ بحدث، كذا للأكثر بالفعل المجزوم على البدلية، ويجوز الرفع على الاستئناف، وللكشميهني: بحدث فيه بلفظ الجار والمجرور متعلقا بـ يؤذ، والمراد بالحدث الناقض للوضوء، ويحتمل أن يكون أعم من ذلك اهـ.
أوجز المسالك:
(٣٦٨) – قال الباجي: يحتمل ذلك وجهين:
أحدهما: أنها تدعو له ما دام في مصلاه قبل أن يصلي فيه منتظرا للصلاة حتى يصلي فيه إلا أن يحدث قبل صلاته فيجب عليه القيام للوضوء فلا يصلي عليه حينئذ لجلوسه.
والوجه الثاني: أن الملائكة تصلي عليه ما دام في مكانه الذي صلى فيه جالسا بعد صلاته فيه إلا أن جلوسه فيه يكون لأحد وجهين إما للذكر بعد الصلاة وإما لانتظار صلاة أخرى وهذا يعود إلى الوجه الأول، انتهى.
قلت: وفي حديث معاذ الطويل: من الكفارات الجلوس في المساجد بعد الصلاة مطلق، لا يقيد بالذكر والانتظار، وقال عليه السلام: «إذا رأيتم الرجل يتعاهد المسجد فاشهدوا له بالإيمان، فإن الله تعالى يقول: (إنما يعمر مسٰجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) رواه الترمذي من حديث الخدري، وأنت خبير بأن الجلوس بدون الذكر أو الانتظار لا يخلو من تعمير المسجد.
الاستذكار: (٦/ ٢٠٩ ـ ٢١٦)
ذكر فيه مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه»
قال مالك: لا أرى قوله: «ما لم يحدث» إلا الحدث الذي ينقض الوضوء.
قال أبو عمر: أما قوله: «الملائكة تصلي على أحدكم» فقد بان في سياق الحديث معناه وذلك قوله: «اللهم اغفر اللهم ارحمه».
ومعنى «تصلي على أحدكم» يريد تدعو له وتترحم عليه.
ومصلاه موضع صلاته وذلك عندي في المسجد، لأن هناك يحصل منتظرا للصلاة في الجماعة، وهذا هو الأغلب في معنى انتظار الصلاة.
ولو قعدت المرأة في مصلى بيتها تنتظر وقت الصلاة الأخرى فتقوم إليها لم يبعد أن تدخل في معنى الحديث، لأنها حبست نفسها عن التصرف رغبة في الصلاة، وخوفا من أن تكون في شغل يفوتها معه الصلاة.
ومن هذا المعنى قيل: وانتظار الصلاة رباط، لأن المرابط يحبس نفسه عن المكاسب والتصرف إرصادا للعدو وملازمة للموضع الذي يخشى فيه طريق العدو.
وللصلاة في كلام العرب وجوه.
قال أبو بكر بن الأنباري: الصلاة تنقسم في لسان العرب على ثلاثة أقسام: تكون الصلاة المعروفة التي فيه الركوع والسجود كما قال تعالى {فصل لربك وانحر} [الكوثر: 2].
قال أبو عمر: أنشد نفطويه في هذا المعنى قول الأعشى:
(يراوح من صلوات الملك … طورا سجودا وطورا جؤارا)
والحوار ها هنا الرجوع إلى القيام والقعود، ومن هذا قولهم للبكرة تدور على الحور.
قال بن الأنباري: وتكون الصلاة الترحم من الله تعالى.
قال الله عز وجل {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة} [البقرة: 157].
ومن ذلك قول كعب بن مالك:
(صلى الإله عليهم من فتية … وسقى عظامهم الغمام المسبل)
وقال آخر:
(صلى على يحيى وأشياعه … رب كريم وشفيع مطاع).
ومنه الحديث الذي يروى عن بن أبي أوفى، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة آل أبي أوفى فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى، يريد اللهم ارحمهم.
حدثنا إبراهيم بن قاسم بن عيسى، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد – يعني بن حبابة ببغداد -، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد العزيز، قال: حدثنا علي بن الجعد بن عبيد الجوهري، قال: حدثنا شعبة، قال: أخبرني عمرو بن مرة، قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى، وكان من أصحاب الشجرة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقة قال: «اللهم صل عليهم» فأتاه أبي بصدقة فقال: «اللهم صل على آل أبي أوفى».
وتكون الصلاة: الدعاء، ومن ذلك الصلاة على الميت، معناها الدعاء لأنها لا ركوع فيها ولا سجود.
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن كان مفطرا فليأكل، وإن كان صائما فليصل» يريد يدعو.
وأما قوله عز وجل {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} [الإسراء: ١١٠] فقيل: والصلاة ها هنا الدعاء، وقيل غير ذلك مما نزلت بسببه الآية على ما قد أوردناه في «التمهيد» ويأتي في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله.
ومن معنى قوله: «اللهم اغفر له، اللهم ارحمه» ما روي عن سعيد بن المسيب إذ عوتب على تخلفه عن الجنائز فقال: قعودي في المسجد أنتظر الصلاة أحب إلي، لأن الملائكة تصلي علي: اللهم اغفر لسعيد بن المسيب.
وقد ذكرنا في «التمهيد» خبر سعيد هذا بتمامه وذكرنا قول من خالفه في مذهبه هذا ورأى شهود الجنائز أفضل، لأنه فرض على الكفاية، والفرض على الكفاية أفضل من التطوع والنافلة.
وأما قول مالك في معنى ما لم يحدث أنه الحدث الذي ينقض الطهارة، وهو قول صحيح لأن المحدث في المسجد القاعد على غير وضوء لا يكون منتظرا للصلاة.
وقول مالك هذا أولى من قول من قال إن الحدث ها هنا الكلام القبيح.
وهذا قول ضعيف أن من تكلم بما لا يصلح من القول لا يخرجه ذلك من أن يكون منتظرا للصلاة، ويرجى له أن يدخل في دعاء الملائكة له بالمغفرة والرحمة لأنه منتظر للصلاة في حال يجوز له بها الصلاة إذا كان عقده، ونيته انتظار الصلاة بعد الصلاة. ويشهد لهذا التأويل حديث مالك في هذا الباب أيضا.
عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال أحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة».
وهذا الحديث بين واضح لا يحتاج إلى القول فيه.
وكذلك حديثه أيضا عن نعيم المجمر، عن أبي هريرة، قال: «إذا صلى أحدكم ثم جلس في مصلاه لم تزل الملائكة تصلي عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، فإن قام من مصلاه فجلس في المسجد ينتظر الصلاة لم يزل في صلاة حتى يصلي».
والقول في الحديث قبل هذا يغني عن القول في هذا، لأن معناهما سواء، إلا أن في هذا أن قيام المصلي من مصلاه لا يخرجه من أن يكون له ثواب المصلي إذا كان منتظرا للصلاة إلا أنه لا يقال إنه لا تصلي عليه الملائكة كما تصلي على الذي في مصلاه ينتظر الصلاة، والله أعلم.
على أنه ممكن يكون قوله ما دام في مصلاه شرطا يخرج ما خالفه عن حكمه، وممن أن يكون له حكمه بالعلة الجامعة بينهما لانتظار الصلاة، والله أعلم، إذا لم يقم من مجلسه لشيء من عرض الدنيا وأقام لما يعنيه على ما كان يصنعه في مجلسه من الذكر.
المنتقى شرح الموطإ:
(٣٧٨) – وقوله: (ما دام في مصلاه الذي صلى فيه) يعني موضع صلاته ويحتمل ذلك وجهين: أحدهما: أنها تدعو له ما دام في مصلاه قبل أن يصلي فيه منتظرا للصلاة حتى يصلي فيه إلا أن يحدث قبل صلاته، فيجب عليه القيام للوضوء فلا يصلي عليه حينئذ لجلوسه.
والوجه الثاني: أن الملائكة تصلي عليه ما دام في مكانه الذي صلى فيه جالسا بعد صلاته فيه إلا أن جلوسه فيه يكون لأحد وجهين، إما للذكر بعد الصلاة، وإما لانتظار صلاة أخرى وهذا يعود إلى الوجه الأول…
قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه) يريد أن حكمه حكم من هو في صلاة في كثرة ثوابه إذا نوى بمقامه في موضعه انتظار الصلاة، لا يكون لمقامه وامتناعه من الانقلاب إلى أهله معنى غير انتظار الصلاة في المسجد، وقد يكون انتظار الصلاة لمعنيين: أحدهما: أن ينتظر وقتها.
والثاني: أن ينتظر إقامتها في الجماعة.
وفي «المبسوط» سئل مالك عن رجل صلى في غير جماعة ثم قعد بموضعه ينتظر صلاة أخرى أتراه في صلاة بمنزلة من كان في المسجد كما جاء في الحديث؟ قال: نعم إن شاء الله أرجو أن يكون ذلك.
فتح الباري لابن حجر:
(٦٥٩) – قوله: (ما دام في مصلاه) أي ينتظر الصلاة كما صرح به في الطهارة من وجه آخر. قوله: (لا يزال أحدكم… إلخ) هذا القدر أفرده مالك في الموطأ عما قبله، وأكثر الرواة ضموه إلى الأول فجعلوه حديثا واحدا، ولا حجر في ذلك. قوله: (في صلاة) أي: في ثواب صلاة لا في حكمها، لأنه يحل له الكلام وغيره مما منع في الصلاة. قوله: (ما دامت) في رواية الكشميهني: (ما كانت) وهو عكس ما مضى في الطهارة. قوله: (لا يمنعه) يقتضي أنه إذا صرف نيته عن ذلك صارف آخر انقطع عنه الثواب المذكور، وكذلك إذا شارك نية الانتظار أمر آخر، وهل يحصل ذلك لمن نيته إيقاع الصلاة في المسجد ولو لم يكن فيه؟ الظاهر خلافه، لأنه رتب الثواب المذكور على المجموع من النية وشغل البقعة بالعبادة، لكن للمذكور ثواب يخصه، ولعل هذا هو السر في إيراد المصنف الحديث الذي يليه وفيه: (ورجل قلبه معلق في المساجد) وقد تقدم الكلام في الطهارة على معنى قوله: (ما لم يحدث) وفيه زيادة على ما هنا، وأن المراد بالحدث حدث الفرج، لكن يؤخذ منه أن اجتناب حدث اليد واللسان من باب الأولى، لأن الأذى منهما يكون أشد، أشار إلى ذلك ابن بطال، وقد تقدم الكلام على باقي فوائده في باب فضل صلاة الجماعة، ويؤخذ من قوله: (في مصلاه الذي صلى فيه) أن ذلك مقيد بمن صلى ثم انتظر صلاة أخرى، وبتقييد الصلاة الأولى بكونها مجزئة، أما لو كان فيها نقص فإنها تجبر بالنافلة كما ثبت في الخبر الآخر.
قوله: (اللهم اغفر له اللهم ارحمه) هو مطابق لقوله تعالى: {والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض} قيل: السر فيه أنهم يطلعون على أفعال بني آدم وما فيها من المعصية والخلل في الطاعة فيقتصرون على الاستغفار لهم من ذلك، لأن دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة، ولو فرض أن فيهم من تحفظ من ذلك فإنه يعوض من المغفرة بما يقابلها من الثواب.
أوجز المسالك:
(٣٦٨) – (ما دام في مصلاه) بضم الميم اسم المكان والبقعة التي صلى فيها (الذي يصلي فيه) وفي النسخ المصرية: (صلى فيه)، وزاد في رواية للبخاري: (ينتظر الصلاة) وذكر المصلى خرج مخرج العادة، وإلا فلو قام إلى بقعة أخرى من المسجد مستمرا على نية انتظار الصلاة كان كذلك، قاله الحافظ. قلت: وكذلك مسجد البيت فيشمل المرأة أيضا كما سيأتي في الحديث الآتي. وما قال الحافظ من أن التحول إلى البقعة الأخرى مثل الاستمرار في محله، يخالفه ظاهر حديث أبي هريرة الموقوف الآتي.