Question

In Tambihul Ghafilin, there is a lengthy narration which mentions the last advices Nabi (sallallahu ‘alayhi wa sallam) gave a few days before passing away. Is this narration reliable?

The beginning of the narration is as follows:

عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، قال: لما نزلت: {إذا جاء نصر الله والفتح}، مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما لبث أن خرج إلى الناس يوم الخميس، وقد شد رأسه بعصابة، فرقي المنبر وجلس عليه، مصفر الوجه تدمع عيناه، ثم دعا ببلال، فأمره بأن ينادي في المدينة، أن اجتمعوا لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها آخر وصية لكم، فنادى بلال فاجتمع صغيرهم وكبيرهم، وتركوا أبواب بيوتهم مفتحة، وأسواقهم على حالها، حتى خرجت العذارى من خدورهن، ليسمعوا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غص المسجد بأهله والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: وسعوا لمن وراءكم…

 

Answer

The narration recorded in Tambihul Ghafilin you are referring to is recorded with an extremely weak chain. The problematic narrator has also been accused of narrating fabrications.

(Tambihul Ghafilin, Hadith: 898. Refer: Tahdhibul Kamal, vol. 8, pg. 443-449, Tahdhibut Tahdhib, vol. 3, pg. 199-201, Taqribut Tahdhib: 1811, Mizanul I’tidal, vol. 2, pg. 20, number: 2527)

Imam Tabarani (rahimahullah) and others have recorded a much more detailed and lengthier version on the authority of Sayyiduna Jabir ibn ‘Abdillah and Sayyiduna ‘Abdullah ibn ‘Abbas (radiyallahu ‘anhum).

However, the Muhaddithun have declared this version a fabrication.

(Al Mu’jamul Kabir, Hadith: 2676. Refer: Talkhisu Kitabil Mawdu’at of ‘Allamah Dhahabi, Hadith: 203, Majma’uz Zawaid, vol. 9, pg. 31 and Tanzihush Shari’ah, vol. 1, pg. 327-331)

 

And Allah Ta’ala Knows best.

Answered by: Mawlana Suhail Motala

Approved by: Mawlana Muhammad Abasoomar

__________

التخريج من المصادر العربية

تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي:
(٨٩٨)
 قال: حدثنا أبي رحمه الله تعالى، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المعلم، حدثنا أبو عمران الفارابي، حدثنا عبد الرحمن بن حبيب، حدثنا داود بن المحبر، حدثنا عباد بن كثير، عن عبد خير، عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، قال: «لما نزلت: {إذا جاء نصر الله والفتح}، مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما لبث أن خرج إلى الناس يوم الخميس، وقد شد رأسه بعصابة، فرقي المنبر، وجلس عليه، مصفر الوجه تدمع عيناه، ثم دعا ببلال، فأمره بأن ينادي في المدينة، أن اجتمعوا لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها آخر وصية لكم، فنادى بلال، فاجتمع صغيرهم وكبيرهم، وتركوا أبواب بيوتهم مفتحة، وأسواقهم على حالها، حتى خرجت العذارى من خدورهن ليسمعوا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غص المسجد بأهله والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «وسعوا لمن وراءكم».
ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم يبكي، ويسترجع، فحمد الله، وأثنى عليه، وصلى على الأنبياء، وعلى نفسه، عليهم الصلاة والسلام، ثم قال: «أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم العربي المكي الذي لا نبي بعدي، أيها الناس اعلموا أن نفسي قد نعيت، وحان فراقي في الدنيا، واشتقت إلى لقاء ربي، فواحزناه على فراق أمتي، ماذا يقولون من بعدي، اللهم سلم سلم، أيها الناس اسمعوا وصيتي وعوها واحفظوها، وليبلغ الشاهد منكم الغائب، فإنها آخر وصيتي لكم، أيها الناس قد بين الله لكم في محكم تنزيله، ما أحل لكم، وما حرم عليكم وما تأتون، وما تتقون، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وآمنوا بمتشابهه، واعملوا بمحكمه، واعتبروا بأمثاله».
ثم رفع رأسه إلى السماء، فقال: «اللهم هل بلغت فاشهد، أيها الناس إياكم وهذه الأهواء الضالة المضلة البعيدة من الله تعالى ومن الجنة، القريبة من النار، وعليكم بالجماعة، والاستقامة فإنها قريبة من الله، قريبة من الجنة بعيدة من النار». ثم قال: «اللهم هل بلغت، أيها الناس، الله الله في دينكم وأمانتكم، الله الله فيما ملكت أيمانكم، فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما لا يطيقون، فإنهم لحم ودم، وخلق أمثالكم، ألا من ظلمهم، فأنا خصمه يوم القيامة، والله حاكمهم، الله الله في النساء أوفوا لهن مهورهن، ولا تظلموهن، فيحرمكم حسناتكم يوم القيامة، ألا هل بلغت. أيها الناس: {قوا أنفسكم وأهليكم نارا}، وعلموهم، وأدبوهم فإنهم عندكم عوان، وأمانة، ألا هل بلغت.
أيها الناس أطيعوا ولاة أموركم، ولا تعصوهم، وإن كان عبدا حبشيا مجدعا، فإنه من أطاعهم فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصاني، ومن عصاني فقد عصى الله، ألا لا تخرجوا عليهم، ولا تنقضوا عهودهم. ألا هل بلغت. أيها الناس عليكم بحب أهل بيتي، عليكم بحب حملة القرآن، عليكم بحب علمائكم لا تبغضوهم، ولا تحسدوهم، ولا تطعنوا فيهم. ألا من أحبهم فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضهم فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله. ألا هل بلغت، أيها الناس عليكم بالصلوات الخمس، بإسباغ وضوئها، وإتمام ركوعها، وسجودها. أيها الناس أدوا زكاة أموالكم. ألا من لم يؤد الزكاة فلا صلاة له، ألا من لا صلاة له، فلا دين له، ولا صوم له، ولا حج له، ولا جهاد له، اللهم هل بلغت.
أيها الناس إن الله تعالى فرض الحج على من استطاع إليه سبيلا، ومن لم يفعل فليمت على أي حال شاء يهوديا، أو نصرانيا، أو مجوسيا، إلا أن يكون به مرض حابسه، أو منع من سلطان جائر ألا لا نصيب له في شفاعتي ولا يرد حوضي، ألا هل بلغت.
أيها الناس إن الله جامعكم يوم القيامة، في صعيد واحد، في مقام عظيم، وهو شديد في {يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم}. ألا هل بلغت، أيها الناس احفظوا ألسنتكم، وأبكوا أعينكم، وأخضعوا قلوبكم، وأتعبوا أبدانكم، وجاهدوا أعداءكم، وعمروا مساجدكم، وأخلصوا إيمانكم، وانصحوا إخوانكم، وقدموا لأنفسكم واحفظوا فروجكم، وتصدقوا من أموالكم، ولا تحاسدوا فتذهب حسناتكم، ولا يغتب بعضكم بعضا فتهلكوا، ألا هل بلغت، أيها الناس اسعوا في فكاك رقابكم، واعملوا الخير ليوم فقركم وفاقتكم، أيها الناس لا تظلموا فإن الله هو الطالب لمن جار، وعليه حسابكم، وإليه إيابكم، إنه لا يرضى منكم بالمعصية، أيها الناس إنه {من عمل منكم صالحا فلنفسه، ومن أساء فعليها، وما ربك بظلام للعبيد}، {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله، ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}، أيها الناس إني قادم إلى ربي، وقد نعيت إلي نفسي، فأستودع الله دينكم وأمانتكم، والسلام عليكم معشر أصحابي، وعلى جميع أمتي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته». ثم نزل فدخل المنزل، فما خرج بعد صلى الله عليه وعلى آله، ومحبيه وأمته وسلم.

تهذيب الكمال: (٨/ ٤٤٣- ٤٤٩)
قد ق: داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان بن ذكوان الطائي، ويقال: الثقفي، البكراوي، أبو سليمان البصري، نزيل بغداد، وهو صاحب كتاب «العقل».
قال أبو نعيم في «تاريخ أصبهان»: قحذم مولى أبي بكرة الثقفي من سبي أصبهان.
روى عن: داود بن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، وإسماعيل بن عياش، والأسود بن شيبان، وجسر بن فرقد القصاب، والحسن بن دينار، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، والخليل بن أحمد النحوي، والربيع بن صبيح (ق)، وزياد بن عبد الرحمن القرشي، وزياد بن عبيد الله الزيادي، والسري بن يحيى، وسليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي، وسلام أبي المنذر القارئ، وشعبة بن الحجاج، وصالح المري، وعباد بن كثير الثقفي، وعبد الواحد بن زياد، وعدي بن الفضل، وعنبسة بن عبد الرحمن القرشي، وغياث بن إبراهيم النخعي، وأبيه المحبر بن قحذم، والمفضل بن لاحق، ومقاتل بن سليمان، وميسرة بن عبدربه، وأبي زء نصر بن طريف، وهمام بن يحيى (قد)، وهياج بن بسطام، والهيثم بن جماز البكاء.
روى عنه: إبراهيم بن المستمر العروقي، وإسماعيل بن أبي الحارث البغدادي (ق)، والحارث بن محمد بن أبي أسامة، والحسن بن مكرم بن حسان البزاز، والحسن بن يزيد الجصاص، والحسين بن عيسى البسطامي، وسليمان بن داود بن ثابت، وأبو شعيب صالح بن زياد السوسي المقرئ، وعبد الله بن أيوب المخرمي، وعبد الله بن خالد بن يزيد اللؤلؤي، وعبيد بن الهيثم بن عبيد الله الأنماطي البغدادي نزيل حلب، وعلي بن الحسين بن أشكاب، والفضل بن سهل الأعرج، وأبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي، ومحمد بن أحمد بن أبي العوام الرياحي، وأبو بكر محمد بن بحر بن مطر المخرمي البزاز، ومحمد بن الحسين البرجلاني، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، ومحمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي (قد)، ومروان بن جعفر السمري من ولد سمرة بن جندب، وقال في نسبه: البكراوي.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن داود بن المحبر، فضحك، وقال: شبه لا شيء، كان لا يدري ما الحديث. وقال البخاري مثله.
وقال عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين، وذكر داود بن المحبر، فأحسن الثناء عليه، وذكره بخير، وقال: ما زال معروفا بالحديث، يكتب الحديث، وترك الحديث، ثم ذهب فصحب قوما من المعتزلة فأفسدوه، وهو ثقة.
وقال في موضع آخر: ليس بكذاب، وقد كتبت عن أبيه المحبر، وكان داود ثقة، ولكنه جفا الحديث، وكان يتنسك وجالس الصوفيين بعبادان، وكان يعمل الخوص، ثم قدم بغداد بعد ذلك، فلما أسن وكبر أتاه أصحاب الحديث فكان يحدثهم، وكان يخطئ كثيرا، ويصحف إلا أنه كان ثقة.
وقال الفضل بن سهل الأعرج: سئل يحيى بن معين، عن داود بن المحبر، فقال: ليس له بخت.
وقال علي ابن المديني: ذهب حديثه.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: كان يروي عن كل، وكان مضطرب الأمر.
وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث.
وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث عبر ثقة.
وقال أبو داود: ثقة شبه الضعيف. بلغني عن يحيى فيه كلام أنه يوثقه.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال صالح بن محمد البغدادي: ضعيف صاحب مناكير.
وقال في موضع آخر: يكذب، ويضعف في الحديث.
وقال الدارقطني: متروك الحديث.
وقال في موضع آخر، فيما حكاه عنه عبد الغني بن سعيد: كتاب «العقل» وضعفه أربعة: أولهم ميسرة بن عبدربه، ثم سرقه منه داود بن المحبر، فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة، وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء فركبه بأسانيد أخر، ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزي، فأتى بأسانيد أخر، أو كما قال الدارقطني.
وقال أبو أحمد بن عدي: وعن داود كتاب قد صنفه في فضائل العقل وفيه أخبار مسندة، وكل تلك الأخبار، أو عامتها، غير محفوظات، وداود له أحاديث صالحة خارج كتاب «العقل» المصنف، ويشبه أن يكون صورته ما ذكره يحيى بن معين، أنه كان يخطئ، ويصحف الكثير، وفي الأصل أنه صدوق كما ذكره.
قال البخاري: مات يوم الجمعة، لثمان مضين من جمادى الأولى سنة ست ومئتين.
زاد غيره: ببغداد.
روى له أبو داود في «القدر» حديثه، عن همام، عن قتادة، عن أنس: «من كانت الدنيا همه وسدمه» وابن ماجه حديثه، عن الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس: «ستفتح عليكم الآفاق، وستفتح عليكم مدينة يقال لها قزوين». وقد وقع لنا بعلو عنه.
أخبرنا به أبو بكر محمد بن إسماعيل بن الأنماطي، وأمة الحق شامية بنت الحسن بن محمد ابن البكري، قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البنا، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني، قال: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أحمد بن محمد بن السيبي، قال: أخبرنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي، قال: حدثنا عمرو بن جعفر بن سلم، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: حدثنا داود بن المحبر، قال: حدثنا الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ستفتح مدينة يقال لها قزوين، من رابط فيها أربعين ليلة كان له في الجنة عمود من ذهب، وزمرة خضراء، على ياقوتة حمراء، لها سبعون ألف مصراع من ذهب، كل باب منها فيه زوجة من الحور العين.
رواه عن إسماعيل بن أبي الحارث، عنه، فوقع لنا بدلا عاليا. وهو حديث منكر لا يعرف إلا من رواية داود بن المحبر، ويقال: إنه دخل عليه فحدث به، والله أعلم. 

تهذيب التهذيب: (٣/ ١٩٩- ٢٠١)
(قد ق) داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان الطائي، ويقال: الثقفي، البكراوي، أبو سليمان، البصري، نزيل بغداد، صاحب: «كتاب العقل».
روى عن: الحمادين، والأسود بن شيبان، والخليل بن أحمد، والربيع بن صبيح، وهمام بن يحيى، وشعبة، وصالح المري، وجماعة.
وعنه: الفضل بن سهل الأعرج، وأبو أمية الطرسوسي، والحسين بن عيسى البسطامي، وإسماعيل بن أبي الحارث، وابن المنادي، ومحمد بن يحيى بن عبد الكريم الأزدي، والحسن بن مكرم، والحارث بن أبي أسامة، وغيرهم.
قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عنه فضحك، وقال: شبه لا شيء، كان لا يدري ما الحديث.
وكذا قال البخاري، عن أحمد.
وقال الدوري عن ابن معين: ما زال معروفا بالحديث، يكتب الحديث، وترك الحديث، ثم ذهب فصحب قوما من المعتزلة فأفسدوه وهو ثقة.
وقال في موضع آخر: ليس بكذاب، وقد كتبت عن أبيه المحبر: وكان داود ثقة، ولكنه جفا الحديث، وكان يتنسك.
وقال ابن المديني: ذهب حديثه.
وقال الجوزجاني: كان يروي عن كل، وكان مضطرب الأمر.
وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث.
وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث، غير ثقة.
وقال أبو داود: ثقة، شبه الضعيف، بلغني عن يحيى فيه كلام أنه يوثقه.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال صالح بن محمد البغدادي: ضعيف صاحب مناكير.
وقال أيضا: يكذب ويضعف في الحديث.
وقال الدارقطني: متروك الحديث.
وقال في موضع آخر: كتاب العقل وضعه أربعة: أولهم ميسرة بن عبد ربه، ثم سرقه منه: داود بن المحبر فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة، وسرقه: عبد العزيز بن أبي رجاء فركبه بأسانيد أخر، ثم سرقه: سليمان بن عيسى السجزي فأتى بأسانيد أخر أو كما قال.
وقال ابن عدي: وعن داود كتاب قد صنفه في فضل العقل، وفيه أخبار كلها أو عامتها غير محفوظات، وله أحاديث صالحة غير «كتاب العقل»، ويشبه أن تكون صورته ما ذكره يحيى بن معين أنه كان يخطئ، ويصحف الكثير، وفي الأصل أنه صدوق.
قال البخاري: مات لثمان مضين من جمادى الأولى سنة ست ومائتين، ببغداد.
روى له ابن ماجه حديثه، عن الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس في فضل قزوين، وهو منكر، يقال إنه أدخل عليه.
قلت: وقرأت بخط الذهبي: لقد شان ابن ماجه كتابه بإدخاله هذا الحديث الموضوع فيها.
وقال أبو حاتم لما سئل عنه وعن رشدين بن سعد: ما أقربهما.
وأسقطه أبو خيثمة.
وحكى الخطيب، عن النسائي أنه قال فيه: متروك.
وقال الحاكم: حدث ببغداد عن جماعة من الثقات بأحاديث موضوعة، حدثونا عن الحارث بن أبي أسامة عنه ب «كتاب العقل»، وأكثر ما أودع ذلك الكتاب من الحديث الموضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذبه أحمد بن حنبل.
وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات، ويروي عن المجاهيل المقلوبات.
وقال الأزدي: متروك.
وقال ابن مردويه: قال ابن معين: المحبر وولده ضعاف.
وقال النقاش: حدث ب «كتاب العقل» وأكثره موضوع.

تقريب التهذيب:
(١٨١١)
 داود ابن المحبر، بمهملة وموحدة مشددة مفتوحة، ابن قحذم، بفتح القاف وسكون المهملة وفتح المعجمة الثقفي، البكراوي، أبو سليمان البصري، نزيل بغداد، متروك وأكثر «كتاب العقل» الذي صنفه موضوعات، من التاسعة، مات سنة ست ومائتين. قد ق. 

ميزان الاعتدال: (٢/ ٢٠، رقم ٢٥٢٧)
(ق) داود بن المحبر بن قحذم، أبو سليمان البصري صاحب «العقل»، وليته لم يصنفه.
روى عن شعبة، وهمام، وجماعة، وعن مقاتل بن سليمان.
وعنه أبو أمية، والحارث بن أبي أسامة، وجماعة.
قال أحمد: لا يدرى ما الحديث. وقال ابن المديني: ذهب حديثه. وقال أبو زرعة وغيره: ضعيف.
وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث، غير ثقة. وقال الدارقطني: متروك. وأما عباس فروى عن ابن معين، قال: ما زال معروفا بالحديث، ثم تركه وصحب قوما من المعتزلة فأفسدوه، وهو ثقة. وقال أبو داود: ثقة شبه الضعيف. وروى عبد الغنى بن سعيد، عن الدارقطني، قال: «كتاب العقل» وضعه ميسرة بن عبد ربه، ثم سرقه منه: داود بن المحبر فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة، وسرقه: عبد العزيز بن أبي رجاء، ثم سرقه: سليمان بن عيسى السجزي، أو كما قال: أخبرنا عبد الخالق بن سعيد، أخبرنا ابن قدامة، أخبرنا أبو زرعة، أخبرنا المقومي، أخبرنا القاسم بن أبي المنذر، أخبرنا أبو الحسن القطان، حدثنا ابن ماجة، حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدثنا داود بن المحبر، عن الربيع ابن صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، مرفوعا: «ستفتح مدينة يقال لها قزوين، من رابط فيها أربعين ليلة كان له في الجنة عامود من ذهب، وزمردة خضراء، على ياقوتة حمراء، لها سبعون مصراع من ذهب، كل باب منها فيه زوجة من الحور العين»، فلقد شان ابن ماجة «سننه» بإدخاله هذا الحديث الموضوع فيها. توفي سنة ست ومئتين.

المعجم الكبير للطبراني:
(٢٦٧٦)
 حدثنا محمد بن أحمد بن البراء، ثنا عبد المنعم بن إدريس بن سنان، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس في قول الله عز وجل: «{إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}، قال: لما نزلت قال محمد صلى الله عليه وسلم: «يا جبريل نفسي قد نعيت». قال جبريل عليه السلام: الآخرة خير لك من الأولى، ولسوف يعطيك ربك فترضى. فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا أن ينادي بالصلاة جامعة، فاجتمع المهاجرون والأنصار إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صعد المنبر، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه، ثم خطب خطبة وجلت منها القلوب وبكت العيون، ثم قال: «أيها الناس أي نبي كنت لكم؟» فقالوا: جزاك الله من نبي خيرا؛ فلقد كنت بنا كالأب الرحيم، وكالأخ الناصح المشفق، أديت رسالات الله عز وجل وأبلغتنا وحيه، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، فجزاك الله عنا أفضل ما جازى نبيا عن أمته. فقال لهم: «معاشر المسلمين، أنا أنشدكم بالله وبحقي عليكم، من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني». فلم يقم إليه أحد، فناشدهم الثانية، فلم يقم إليه أحد، فناشدهم الثالثة: «معاشر المسلمين أنشدكم بالله وبحقي عليكم من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني قبل القصاص في القيامة». فقام من بين المسلمين شيخ كبير يقال له عكاشة، فتخطى المسلمين حتى وقف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: فداك أبي وأمي، لولا أنك ناشدتنا مرة بعد أخرى ما كنت بالذي يقدم على شيء من هذا، كنت معك في غزاة، فلما فتح الله عز وجل علينا ونصر نبيه صلى الله عليه وسلم وكنا في الانصراف حاذت ناقتي ناقتك فنزلت عن الناقة، ودنوت منك لأقبل فخذك، فرفعت القضيب فضربت خاصرتي، ولا أدري أكان عمدا منك، أم أردت ضرب الناقة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعيذك بجلال الله أن يتعمدك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالضرب، يا بلال انطلق إلى منزل فاطمة وائتني بالقضيب الممشوق». فخرج بلال من المسجد ويده على أم رأسه، وهو ينادي: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي القصاص من نفسه. فقرع الباب على فاطمة، فقال: يا بنت رسول الله، ناوليني القضيب الممشوق. فقالت فاطمة: يا بلال وما يصنع أبي بالقضيب وليس هذا يوم حج ولا يوم غزاة؟ فقال: يا فاطمة، ما أغفلك عما فيه أبوك، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يودع الدين ويفارق الدنيا، ويعطي القصاص من نفسه. فقالت فاطمة رضي الله عنها: يا بلال ومن ذا الذي تطيب نفسه أن يقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ يا بلال، فقل للحسن والحسين يقومان إلى هذا الرجل فيقتص منهما، ولا يدعانه يقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فدخل بلال المسجد، ودفع القضيب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم القضيب إلى عكاشة، فلما نظر أبو بكر وعمر رضي الله عنهما إلى ذلك، قاما فقالا: يا عكاشة هذان نحن بين يديك فاقتص منا، ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: «امض يا أبا بكر وأنت يا عمر، فامض فقد عرف الله مكانكما ومقامكما». فقام علي بن أبي طالب، فقال: يا عكاشة أنا في الحياة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تطيب نفسي أن يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا ظهري وبطني، اقتص مني بيدك واجلدني مئة، ولا تقتص من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا علي اقعد فقد عرف الله عز وجل مقامك ونيتك». وقام الحسن والحسين رضي الله عنهما فقالا: يا عكاشة أليس تعلم أنا سبطا رسول الله؟ فالقصاص منا كالقصاص من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال لهما صلى الله عليه وسلم: «اقعدا يا قرة عيني، لا نسي الله لكما هذا المقام». ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا عكاشة اضرب إن كنت ضاربا». فقال: يا رسول الله، ضربتني وأنا حاسر عن بطني. فكشف عن بطنه صلى الله عليه وسلم، وصاح المسلمون بالبكاء، وقالوا: أترى عكاشة ضارب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فلما نظر عكاشة إلى بياض بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه القباطي، لم يملك أن كب عليه وقبل بطنه، وهو يقول: فداء لك أبي وأمي، ومن تطيق نفسه أن يقتص منك؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إما أن تضرب، وإما أن تعفو». فقال: قد عفوت عنك رجاء أن يعفو الله عني في القيامة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أراد أن ينظر إلى رفيقي في الجنة فلينظر إلى هذا الشيخ». فقام المسلمون، فجعلوا يقبلون ما بين عيني عكاشة، ويقولون: طوباك طوباك، نلت الدرجات العلى ومرافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه، فكان مريضا ثمانية عشر يوما يعوده الناس، وكان صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين، وبعث يوم الاثنين، وقبض يوم الاثنين، فلما كان في يوم الأحد ثقل في مرضه، فأذن بلال بالأذان، ثم وقف بالباب فنادى: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، الصلاة رحمك الله. فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت بلال، فقالت فاطمة رضي الله عنها: يا بلال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم مشغول بنفسه. فدخل بلال المسجد، فلما أسفر الصبح، قال: والله لا أقيمها أو أستأذن سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فرجع فقام بالباب ونادى: السلام عليك يا رسول ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمك الله. فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت بلال، فقال: «ادخل يا بلال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول بنفسه، مر أبا بكر يصل بالناس». فخرج ويده على أم رأسه، وهو يقول: واغوثا بالله، وانقطاع رجائه، وانقطاع رجائه، وانقصام ظهري، ليتني لم تلدني أمي، وإذ ولدتني لم أشهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اليوم. ثم قال: يا أبا بكر، ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تصلي بالناس. فتقدم أبو بكر رضي الله عنه للناس، وكان رجلا رقيقا، فلما نظر إلى خلوة المكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتمالك أن خر مغشيا عليه، وصاح المسلمون بالبكاء، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضجيج الناس، فقال: «ما هذه الضجة؟»، قالوا: ضجة المسلمين لفقدك يا رسول الله. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهما، فاتكأ عليهما، فخرج إلى المسجد، فصلى بالناس ركعتين خفيفتين، ثم أقبل بوجهه المليح عليهم، فقال: «يا معشر المسلمين، أستودعكم الله، أنتم في رجاء الله وأمانه، والله خلفتي عليكم، معاشر المسلمين، عليكم باتقاء الله وحفظ طاعته من بعدي، فإني مفارق الدنيا، هذا أول يوم من الآخرة، وآخر يوم من أيام الدنيا». فلما كان يوم الاثنين اشتد به الأمر، وأوحى الله عز وجل إلى ملك الموت صلى الله عليه وسلم أن اهبط إلى حبيبي وصفيي محمد صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة، وارفق به في قبض روحه، فهبط ملك الموت صلى الله عليه وسلم، فوقف بالباب شبه أعرابي، ثم قال: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، أدخل؟ فقالت عائشة رضي الله عنها لفاطمة: أجيبي الرجل. فقالت فاطمة: آجرك الله في ممشاك يا عبد الله، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول بنفسه. فدعا الثانية، فقالت عائشة: يا فاطمة أجيبي الرجل. فقالت فاطمة: آجرك الله في ممشاك يا عبد الله، إن رسول الله مشغول بنفسه. ثم دعا الثالثة: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، أأدخل؟ فلابد من الدخول. فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت ملك الموت صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا فاطمة من بالباب؟» فقالت: يا رسول الله، إن رجلا بالباب يستأذن في الدخول، فأجبناه مرة بعد أخرى، فنادى في الثالثة صوتا اقشعر منه جلدي، وارتعدت فرائصي. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «يا فاطمة، أتدرين من بالباب؟ هذا هادم اللذات، ومفرق الجماعات، هذا مرمل الأزواج، وموتم الأولاد، هذا مخرب الدور، وعامر القبور، هذا ملك الموت صلى الله عليه وسلم، ادخل رحمك الله يا ملك الموت». فدخل ملك الموت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ملك الموت، جئتني زائرا أم قابضا؟» قال: جئتك زائرا وقابضا، وأمرني الله عز وجل أن لا أدخل عليك إلا بإذنك، ولا أقبض روحك إلا بإذنك، فإن أذنت وإلا رجعت إلى ربي عز وجل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ملك الموت، أين خلفت حبيبي جبريل؟» قال: خلفته في السماء الدنيا والملائكة يعزونه فيك، فما كان بأسرع أن أتاه جبريل عليه السلام، فقعد عند رأسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا جبريل، هذا الرحيل من الدنيا، فبشرني ما لي عند الله؟» قال: أبشرك يا حبيب الله أني قد تركت أبواب السماء قد فتحت، والملائكة قد قاموا صفوفا صفوفا بالتحية والريحان يحيون روحك، يا محمد. فقال: «لوجه ربي الحمد، وبشرني يا جبريل». قال: أبشرك أن أبواب الجنان قد فتحت، وأنهارها قد اطردت، وأشجارها قد تدلت، وحورها قد تزينت لقدوم روحك يا محمد. قال: «لوجه ربي الحمد، فبشرني يا جبريل». قال: أنت أول شافع وأول مشفع في القيامة. قال: «لوجه ربي الحمد». قال جبريل: يا حبيبي، عم تسألني؟ قال: «أسألك عن غمي وهمي، من لقراء القرآن من بعدي؟ من لصوم شهر رمضان من بعدي؟ من لحاج بيت الله الحرام من بعدي؟ من لأمتي المصفاة من بعدي؟» قال: أبشر يا حبيب الله، فإن الله عز وجل يقول: قد حرمت الجنة على جميع الأنبياء والأمم حتى تداخلها أنت وأمتك يا محمد. قال: «الآن طابت نفسي، إذن يا ملك الموت فانته إلى ما أمرت». فقال علي رضي الله عنه: يا رسول الله، إذا أنت قبضت فمن يغسلك؟ وفيم نكفنك؟ ومن يصلى عليك؟ ومن يدخل القبر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا علي، أما الغسل فاغسلني أنت، والفضل بن عباس يصب عليك الماء، وجبريل عليه السلام ثالثكما، فإذا أنتم فرغتم من غسلي فكفنوني في ثلاثة أثواب جدد، وجبريل عليه السلام يأتيني بحنوط من الجنة، فإذا أنتم وضعتموني على السرير فضعوني في المسجد واخرجوا عني، فإن أول من يصلي علي الرب عز وجل من فوق عرشه، ثم جبريل عليه السلام، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل عليهما السلام، ثم الملائكة زمرا زمرا، ثم ادخلوا، فقوموا صفوفا لا يتقدم علي أحد». فقالت فاطمة رضي الله تعالى عنها: اليوم الفراق، فمتى ألقاك؟ فقال لها: «يا بنية، تلقينني يوم القيامة عند الحوض وأنا أسقي من يرد على الحوض من أمتي». قالت: فإن لم ألقك يا رسول الله؟ قال: «تلقينني عند الميزان وأنا أشفع لأمتي». قالت: فإن لم ألقك يا رسول الله؟ قال: «تلقينني عند الصراط وأنا أنادي ربي سلم أمتي من النار». فدنا ملك الموت صلى الله عليه وسلم يعالج قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ الروح الركبتين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أوه». فلما بلغ الروح السرة نادى النبي صلى الله عليه وسلم: «واكرباه». فقالت فاطمة عليها السلام: كربي يا أبتاه. فلما بلغ الروح إلى الثندؤة نادى النبي صلى الله عليه وسلم: «يا جبريل، ما أشد مرارة الموت». فولى جبريل عليه السلام وجهه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا جبريل، كرهت النظر إلي؟» فقال جبريل صلى الله عليه وسلم: يا حبيبي، ومن تطيق نفسه أن ينظر إليك وأنت تعالج سكرات الموت؟ فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغسله علي بن أبي طالب، وابن عباس يصب عليه الماء، وجبريل عليه السلام معهما، وكفن بثلاثة أثواب جدد، وحمل على سرير، ثم أدخلوه المسجد، ووضعوه في المسجد، وخرج الناس عنه، فأول من صلى عليه الرب تعالى من فوق عرشه، ثم جبريل، ثم ميكائيل، ثم إسرافيل، ثم الملائكة زمرا زمرا. قال علي رضي الله تعالى عنه: لقد سمعنا في المسجد همهمة، ولم نر لهم شخصا، فسمعنا هاتفا يهتف ويقول: ادخلوا رحمكم الله فصلوا على نبيكم صلى الله عليه وسلم. فدخلنا، وقمنا صفوفا صفوفا كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبرنا بتكبير جبريل عليه السلام، وصلينا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة جبريل عليه السلام، ما تقدم منا أحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل القبر أبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وابن عباس رضي الله تعالى عنهم، ودفن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف الناس قالت فاطمة لعلي رضي الله تعالى عنه: يا أبا الحسن، دفنتم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قالت فاطمة رضي الله تعالى عنها: كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أما كان في صدوركم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة، أما كان معلم الخير؟ قال: بلى يا فاطمة، ولكن أمر الله الذي لا مرد له. فجعلت تبكي وتندب، وهي تقول: يا أبتاه، الآن انقطع جبريل عليه السلام، وكان جبريل يأتينا بالوحي من السماء». 

تلخيص كتاب الموضوعات:
(٢٠٣)
 حديث: «لما نزلت: {إذا جاء نصر الله}، قال: «يا جبريل، نفسي قد نعيت»، قال: {للآخرة خير لك من الأولى} ثم أمر بلالا فنادى: الصلاة جامعة، ثم خطب خطبة، وقال: «من كان له قبلي مظلمة فليقتص …» وذكر خبرا طويلا. وأن عكاشة رفع إليه القضيب ليقتص منه. وهذا من موضوعات «الحلية»، ثنا الطبراني، ثنا محمد بن أحمد بن البراء، ثنا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر، وابن عباس بالوفاة بطولها. والآفة عبد المنعم، كذبه أحمد.

مجمع الزوائد: (٩/ ٣١) 
رواه الطبراني، وفيه عبد المنعم بن إدريس، وهو كذاب وضاع.

تنزيه الشريعة: (١/ ٣٢٧)
[حديث] ابن عباس: «لما نزلت: {إذا جاء نصر الله والفتح} إلى آخر السورة قال محمد: «يا جبريل نفسي قد نعيت إلي»، قال جبريل {الآخرة خير لك من الأولى. ولسوف يعطيك ربك فترضى}، فأمر رسول الله بلالا أن ينادي بالصلاة جامعة، فاجتمع المهاجرون والأنصار إلى مسجد رسول الله فصلى بالناس ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم خطب خطبة وجلت منها القلوب وبكت منها العيون ثم قال: «أيها الناس أي نبي كنت لكم». فقالوا: جزاك الله من نبي خيرا، فلقد كنت لنا كالأب الرحيم، وكالأخ الناصح المشفق، أديت رسالات الله، وأبلغتنا وحيه ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، فجزاك الله عنا أفضل ما جزى نبيا عن أمته، فقال: «لهم معاشر المسلمين. أنا أنشدكم بالله وبحقي عليكم، من كانت له قلبي مظلمة فليقم فليقتص مني»، فلم يقم إليه أحد، فناشدهم الثانية فلم يقم إليه أحد، فناشدهم الثالثة: «معاشر المسلمين من كانت له قبلي مظلمة فليقم فليقتص مني قبل القصاص في القيامة»، فقام من بين المسلمين شيخ كبير يقال له عكاشة، فتخطى المسلمين حتى وقف بين يدي النبي، فقال: فداك أبي وأمي لولا أنك ناشدتنا مرة بعد أخرى ما كنت بالذي أتقدم على شيء منك، كنت معك في غزاة فلما فتح الله تعالى علينا ونصر نبيه، وكنا في الانصراف حاذت ناقتي ناقتك، فنزلت عن الناقة ودنوت منك لأقبل فخذك فرفعت القضيب فضربت خاصرتي فلا أدري أكان عمدا منك أم أردت ضرب الناقة، فقال رسول الله: «أعيذك بجلال الله أن يتعمدك رسول الله بالضرب، يا بلال انطلق إلى منزل فاطمة وائتني بالقضيب الممشوق»، فخرج بلال من المسجد ويده على رأسه، وهو ينادي هذا رسول الله، يعطي القصاص من نفسه، فقرع على فاطمة، فقال: يا بنت رسول الله، ناوليني القضيب الممشوق، فقالت فاطمة: يا بلال، وما يصنع أبي بالقضيب، وليس هذا يوم حج ولا يوم غزوة، فقال: يا فاطمة ما أغفلك عما فيه أبوك، إن رسول الله يودع الناس ويفارق الدنيا ويعطي القصاص من نفسه، فقالت فاطمة: يا بلال، ومن ذا الذي تطيب نفسه أن يقتص من رسول الله: يا بلال أذن فقل للحسن والحسين: يقومان إلى هذا الرجل فيقتص منهما ولا يدعانه يقتص من رسول الله. فدخل بلال المسجد ودفع القضيب إلى رسول الله فدفع رسول الله القضيب إلى عكاشة، فلما نظر أبو بكر وعمر إلى ذلك قاما، فقالا: يا عكاشة هذان نحن بين يديك، فاقتص منا، ولا تقتص من رسول الله، فقال لهما النبي: «امض يا أبا بكر وأنت يا عمر فامض، فقد عرف الله مكانكما ومقامكما»، فقام علي بن أبي طالب فقال: يا عكاشة، أنا في الحياة بين يدى رسول الله، لا تطيب نفسي أن تضرب رسول الله، فهذا ظهري وبطني اقتص مني، واجلدني مائة جلدة ولا تقتص من رسول الله. فقال النبي: «يا علي اقعد فقد عرف الله مقامك ونيتك»، فقام الحسن والحسين فقالا: يا عكاشة أليس تعلم أنا سبطا رسول الله، فالقصاص منا كالقصاص من رسول الله، فقال لها النبي: «اقعدا يا قرة عيني، ولا ينسى لكما هذا المقام». فقال النبي: «اضرب إن كنت ضاربا»، فقال: يا رسول الله، ضربتني وأنا حاسر عن بطني، فكشف عن بطنه وصاح المسلمون بالبكاء، وقالوا: أترى عكاشة ضارب رسول الله، فلما نظر عكاشة إلى بياض بطن رسول الله كأنه القباطي لم يملك أن أكب عليه فقبل بطنه، وهو يقول: فداك أبي وأمي، ومن تطيب نفسه أن يقتص منك، فقال له النبي: «إما أن تضرب وإما أن تعفو»، فقال: عفوت عنك رجاء أن يعفو الله عني في القيامة، فقال النبي: «من سره أن ينظر إلى رفيقي في الجنة فلينظر إلى هذا الشيخ». فقام المسلمون فجعلوا يقبلون ما بين عيني عكاشة، ويقولون طوباك طوباك نلت الدرجات العلى، ومرافقة النبي، فمضى رسول الله من يومه فكان مريضا ثمانية عشرة يوما يعوده الناس. وكان ولد يوم الاثنين وبعث يوم الاثنين وقبض في يوم الاثنين، فلما كان يوم الأحد ثقل في مرضه فأذن بلال بالأذان، ثم وقف بالباب فنادى: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، الصلاة يرحمك الله، فسمع رسول الله صوت بلال، فقالت فاطمة: يا بلال، إن رسول الله اليوم مشغول بنفسه، فدخل بلال المسجد، فلما أسفر الصبح قال: والله لا أقيمها أو أستأذن سيدى رسول الله. فرجع وقام بالباب، ونادى: السلام عليك يا رسول الله الصلاة يرحمك الله. فسمع رسول الله صوت بلال. فقالت فاطمة: إن رسول الله اليوم مشغول بنفسه، مر أبا بكر يصلي بالناس. فخرج ويده على رأسه يصيح واغوثاه بالله، وانقطاع رجاه، وانقصام ظهرى ليتني لم تلدني أمي، وإذ ولدتني لم أشهد من رسول الله هذا اليوم، ثم قال: يا أبا بكر ألا إن رسول الله أمرك أن تصلي بالناس، فتقدم أبو بكر للناس وكان رجلا رقيقا، فلما نظر إلى خلو المكان من رسول الله لم يتمالك أن خر مغشيا عليه، وصاح المسلمون بالبكاء، فسمع رسول الله ضجيج الناس فقال: «ما هذه الضجة؟» فقالوا: ضجة المسلمين لفقدك، يا رسول الله. فدعا رسول الله علي بن أبي طالب وابن عباس. فخرج إلى المسجد، فصلى بالناس ركعتين خفيفتين، ثم أقبل بوجهه المليح عليهم، فقال: «معشر المسلمين، استودعتكم الله أنتم في رجاء الله وأمانه، والله خليفتي عليكم، معاشر المسلمين، عليكم بتقوى الله وحفظ طاعته من بعدي، فإني مفارق الدنيا، هذا أول يوم من الآخرة وآخر يوم من الدنيا». فلما كان في يوم الاثنين اشتد به الأمر، وأوحى الله تعالى إلى ملك الموت عليه السلام أن اهبط إلى صفي وحبيبي محمد في أحسن صورة وأرفق به في قبض روحه. فهبط ملك الموت فوقف بالباب شبه أعرابي، فقال: السلام عليكم، يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة. أأدذخل؟ فقالت عائشة لفاطمة أجيبي الرجل، فقال فاطمة: آجرك الله في ممشاك، يا عبد الله، إن رسول الله اليوم مشغول بنفسه. فنادى الثانية، قالت عائشة لفاطمة أجيبي الرجل، فقالت فاطمة: آجرك الله في ممشاك، يا عبد الله، إن رسول الله اليوم مشغول بنفسه، ثم دعا الثالثة، قال: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، أأدخل؟ فلابد من الدخول. فسمع رسول الله صوت ملك الموت. فقال «يا فاطمة، من بالباب؟» فقالت: يا رسول الله، إن رجلا بالباب يستأذن في الدخول فأجبناه مرة بعد أخرى، فنادى في الثالثة صوتا اقشعر منه جلدي وارتعدت فرائصي. فقال لها النبي: «يا فاطمة، أتدرى من بالباب، هذا هاذم اللذات ومفرق الجماعات، هذا مرمل الأزواج وميتم الأولاد، هذا مخرب الدور، وعامر القبور، هدأ ملك الموت ادخل يرحمك الله يا ملك الموت»، فدخل ملك الموت على رسول الله فقال رسول الله: «يا ملك الموت، جئتني زائرا أم قابضا؟» قال: جئتك زائرا وقابضا، وأمرني الله تعالى أن لا أدخل عليك إلا بإذنك ولا أقبض روحك إلا بإذنك، فإن أذنت وإلا رجعت إلى ربى، فقال رسول الله: «يا ملك الموت أين خلفت جبريل؟» قال: خلفته في السماء الدنيا والملائكة يعزونه فيك، فما كان بأسرع أن أتاه جبريل فقعد عند رأسه، فقال رسول الله: «يا جبريل، هذا الرحيل من الدنيا، فمالي عند الله؟» قال: أبشرك يا حبيب الله إني تركت أبواب السماء قد فتحت، والملائكة قد قاموا صفوفا بالتحية، وبالريحان يحيون روحك، يا محمد، فقال: «لوجه ربي الحمد، فبشرني يا جبريل»، فقال: أبشرك أن أبواب الجنة قد فتحت وأنهارها قد اطردت، وأشجارها قد تدلت، وحورها قد تزينت لقدوم روحك يا محمد، قال: «لوجه ربي الحمد، فبشرني يا جبريل»، قال: أنت أول شافع وأول مشفع يوم القيامة، قال: «لوجه ربي الحمد، فبشرني»، قال جبريل: يا محمد عمن تسألني قال: «أسألك عن غمي وهمي، من لقراء القرآن من بعدي؟ من لصوام شهر رمضان من بعدي؟ من لحجاج بيت الله الحرام من بعدي؟ من لأمتي المصطفاة من بعدي؟» قال: أبشر يا حبيب الله فإن الله تعالى يقول: قد حرمت الجنة على جميع الأنبياء والأمم حتى تدخلها أنت وأمتك يا محمد، قال: «الآن طابت نفسي، ادن يا ملك الموت. فانته إلى ما أمرت»، فقال علي يا رسول الله إذا أنت قبضت فمن يغسلك وفيم نغسلك ومن يصلي عليك ومن يدخل القبر؟ فقال: «أما الغسل فغسلني أنت، وابن عباس يصب عليك الماء، وجبريل ثالثكما، فإذا أنتم فرغتم من غسلي فكفنوني في ثلاثة أثواب جدد، وجبريل يأتيني بحنوط من الجنة، فإذا أنتم وضعتموني على السرير فضعوني في المسجد، واخرجوا عني فإن أول من يصلي علي ربي عز وجل من فوق عرشه. ثم ميكائيل، ثم إسرافيل. ثم الملائكة زمرا زمرا، ثم ادخلوا فقوموا صفوفا صفوفا لا يتقدم علي واحد»، فقالت فاطمة: اليوم الفراق فمتى ألقاك، فقال لها: «يا بنية يوم القيامة عند الحوض، وأنا أسقي من يرد علي الحوض». قالت: فإن لم ألاقك يا رسول الله؟ قال: «تلقيني عند الميزان، وأنا أشفع لأمتي قالت فإن لم ألقك قال تلقيني عند الصراط، وأنا أنادي رب سلم أمتي من النار»، فدنا ملك الموت فعالج قبض رسول الله، فلما بلغ الروح إلى الركبتين، قال النبي: «أوه»، فلما بلغ الروح إلى السرة نادى النبي: «واكرباه»، فقالت فاطمة: كربي لكربك يا أبتاه، فلما بلغ الروح إلى الثندوة. قال النبي: «ما أشد مرارة الموت». فولى جبريل وجهه عن رسول الله، فقال النبي: «يا جبريل كرهت النظر؟» فقال جبريل: يا حبيبي، ومن تطيق نفسه أن ينظر إليك وأنت تعالج سكرات الموت، فقبض رسول الله. فغسله علي بن أبي طالب وابن عباس يصب عليه الماء، وجبريل معهما. فكفن بثلاثة أثواب جدد وحمل على سرير، ثم أدخلوه المسجد، ووضعوه في المسجد، وخرج الناس، فأول من صلى عليه الرب من فوق عرشه. ثم جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم الملائكة زمرا زمرا، قال علي: لقد سمعنا في المسجد همهمة ولم نر لهم شخصا، فسمعنا هاتفا وهو يقول: ادخلوا رحمكم الله فصلوا على نبيكم. فدخلنا وقمنا صفوفا كما أمرنا رسول الله، فكبرنا بتكبير جبريل وصلينا على رسول الله بصلاة جبريل، ما تقدم منا أحد على رسول الله، ودخل القبر علي وابن عباس وأبو بكر الصديق، ودفن رسول الله. فلما انصرف الناس قالت فاطمة لعلي: يا أبا الحسن، دفنتم رسول الله؟ قال: نعم، قالت: كيف طابت نفوسكم أن تحثوا التراب على رسول الله؟ أما كان في صدوركم لرسول الله رحمة؟ أما كان معلم الخير؟ قال: بلى يا فاطمة، ولكن أمر الله للناس لا مرد له؛ فجعلت تبكي وتندب وهي تقول: يا أبتاه الآن انقطع عنا جبريل، وكان يأتينا جبريل بالوحي من السماء». (نع) في «الحلية» من طريق عبد المنعم بن إدريس وهو المتهم به.