Question
Is there a Hadith stating that the reason Allah created this universe and everything it contains was for Muhammad (sallallahu ‘alayhi wa sallam) to come and fulfil Allah’s commandments? I’m basically asking, if it weren’t for Muhammad (sallallahu ‘alayhi wa sallam) Allah wouldn’t have created us?
Answer
The Hadith in question is reported as follows:
لولاك لما خلقت الافلاك
Translation: If it were not for you O Muhammad, I would have not created the universe.
This Hadith is unanimously deemed as a fabrication, and is not suitable to quote.
(Al Masnu’ Hadith: 255, Kashful Khafa Hadith: 2121, Al Fawaidul Majmu’ah pg. 326)
A different version of this narration
Many scholars are of the opinion that even though the above Hadith is a fabrication, the concept and meaning are correct and are substantiated by other Hadiths and verses of the Holy Quran.
(Al Asrarul Marfu’ah Hadith: 385, Kashful Khafa Hadith : 2121)
Among them are:
1. Allah Ta’ala mentions: “He is the one who has created the entire universe because of man”
(Surah Al Baqarah verse: 29)
A recent Arab scholar, Shaykh Abdullah Siddiq Al- Ghumari (rahimahullah) writes: “The above verse shows that if it were not for man Allah Ta’ala would have not created the universe. Nabi (sallallahu ‘alayhi wa sallam) is the leader of mankind. It was customary for Arabs to address the leader of a tribe by mentioning his nation as an honour for him. Similarly here we are mentioned in the verse, but our leader i.e., Muhammad (sallallahu ‘alayhi wa sallam) is being addressed”.
(Footnotes on Qasidatul Burdah of Shaykh Abdullah Sidiq Al-Ghumari)
2. Imam Hakim (rahimahullah) has recorded a lengthy narration on the authority of Sayyiduna Umar (radiyallahu ‘anhu) regarding the tawbah (repentance) of Adam (‘alayhis salam), in which the following words appear “... If it were not for him (Muhammad sallallahu ‘alayhi wa sallam), I would not have even created you.”
(Mustadrak Hakim vol. 2, pg. 615)
Imam Bayhaqi (rahimahullah) has graded this Hadith as weak. Some recent scholars are also of the view that this Hadith is weak.
Imam Hakim (rahimahullah) has also reported another narration with similar words on the authority of Abdullah bin Abbas (radiyallahu ‘anhuma), this narration supports the previous one thus making it suitable to quote.
(Mustadrak Hakim vol. 2, pg. 615, Dalailun Nubuwwah vol. 5, pg. 489, Ar Raddul Muhkamul Matin pgs. 134-140, also see Shifa us Siqam pg. 153)
Summary
The words which you have quoted in the question are not suitable to quote as a Hadith, however the narration of Sayyiduna ‘Umar (radiyallahu ‘anhu) in Mustadrak Hakim is suitable and should be quoted instead.
And Allah Ta’ala knows best,
Answered by: Moulana Suhail Motala
Approved by: Moulana Muhammad Abasoomar
Checked by: Moulana Haroon Abasoomar
__________
التخريج من المصادر العربية
المصنوع:
(٢٥٥) – «لولاك لما خلقت الأفلاك» قال الصغاني: موضوع.
كشف الخفاء:
(٢١٢١) – «لولاك ما خلقت الأفلاك».
قال الصغاني: موضوع…
الفوائد المجموعة:
(ص٣٢٦) – حديث: «لولاك لما خلقت الأفلاك».
قال الصغاني: موضوع.
الأسرار المرفوعة:
(٣٨٥) – حديث: «لولاك لما خلقت الأفلاك».
قال الصغاني: إنه موضوع، كذا في «الخلاصة»، لكن معناه صحيح، فقد روى الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا: «أتاني جبريل فقال: يا محمد، لولاك ما خلقت الجنة، ولولاك ما خلقت النار» وفي رواية ابن عساكر: «لولاك ما خلقت الدنيا».
كشف الخفاء:
(٢١٢١) – قال الصغاني: موضوع، وأقول: لكن معناه صحيح وإن لم يكن حديثًا.
القرآن الكريم: (البقرة: ٢٩)
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
المستدرك للحاكم: (٢/ ٦١٥)
حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل، حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، حدثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري، حدثنا إسماعيل بن مسلمة، أنبأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب، أسألك بحق محمد لما غفرت لي، فقال الله: يا آدم، وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال: يا رب، لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال الله: صدقت يا آدم، إنه لأحب الخلق إلي، ادعني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك».
هذا حديث صحيح الإسناد، وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذا الكتاب.
المستدرك للحاكم: (٢/ ٦١٥)
حدثنا علي بن حمشاذ العدل، إملاء، حدثنا هارون بن العباس الهاشمي، حدثنا جندل بن والق، حدثنا عمرو بن أوس الأنصاري، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «أوحى الله إلى عيسى عليه السلام: يا عيسى، آمن بمحمد، وأمر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به، فلولا محمد ما خلقت آدم، ولولا محمد ما خلقت الجنة ولا النار، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب، فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن».
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
دلائل النبوة للبيهقي: (٥/ ٤٨٩)
حدثنا أبو عبد الله الحافظ، إملاء وقراءة، حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل إملاء، حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، حدثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري، بمصر، قال أبو الحسن هذا من رهط أبي عبيدة بن الجراح، أنبأنا إسماعيل بن مسلمة، أنبأنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما اقترف آدم الخطيئة، قال: يا رب، أسألك بحق محمد لما غفرت لي، فقال الله عز وجل: يا آدم، وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال: لأنك يا رب، لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال الله عز وجل: صدقت يا آدم، إنه لأحب الخلق إلي وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك»، تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه عنه، وهو ضعيف، والله أعلم.
الرد المحكم المتين: (ص: ١٣٤ ـ ١٤٠)
الثاني عشر: «أن حديث توسل آدم» ليس بموضوع، رغم ما أطال به المتنطع من التهويش والكذب والتحريف في كلام الحفاظ، فان تشوقت نفسك إلى معرفة الدليل على صحة ما نقول فأصغ سمعك واحفظ ما يلقى اليك، فهو الدواء الناجع يمحو إن شاء الله ما أصاب القلب والعقل من داء جهالة المتنطع، وسخافته، وكذبه، وسفاهته، والله الموفق لا رب غيره.
قال الحاكم في «المستدرك»: حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل، حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، حدثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري، حدثنا إسماعيل بن مسلمة، أنبأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب، أسألك بحق محمد لما غفرت لي، فقال الله: يا آدم، وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال: يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى أسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال الله: صدقت يا آدم، إنه لأحب الخلق إلي، ادعني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك».
قال الحاكم: هذا حديث صحیح الإسناد، وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم في هذا الكتاب، فكتب الحافظ الذهبي على قوله: صحيح، ما نصه: قلت، بل موضوع، وعبد الرحمن واه، قال الحاكم: وهو أول حديث ذكرته له في هذا الكتاب، قلت: رواه عبد الله بن مسلم الفهري، ولا أدري من ذا؟ عن إسماعیل بن مسلمة عنه أهـ بلفظه.
وأقول: لقد تغالى كل من هذين الحافظين الجليلين، وحكما على الحديث بما لا يسلم، والانصاف خلاف قولها معا، فالحديث ليس بصحيح كما قال الحاكم، ولا بموضوع كما قال الذهبي، أما أنه ليس بصحيح: فظاهر؛ لأن عبد الرحمن بن زيد ليس من شرط الصحيح، وأما أنه ليس موضوع: فلوجوه:
«الأول»: أن عبد الرحمن بن زید ليس بكذاب ولا متهم، وإنما هو ضعيف فقط، والقاعدة عندهم أن الحديث لا يحكم بوضعه بمجرد كونه من رواية ضعيف أو ضعيفين، بل لا بد أن توجد فيه قرائن تدل على الوضع، كنكارة المعنى، أو مخالفة الحديث لأحاديث مجزوم بصحتها على وجه يتعذر الجمع بينهما، أو نحو ذلك، وهذا الحديث لا نكارة فيه، ولا مخالفة، وأي نكارة في أن يكرم الله نبيه وأحب الخلق اليه بهذه الكرامة وقد أكرمه بغيرها من الكرامات التي لا تحصى، فجعله نبيا وآدم بين الماء والطين، وأخذ العهد على جميع الرسل والأنبياء أنه إن ظهر في حياتهم أن يؤمنوا به وينصروه، وخصه بالشفاعة العظمى التي لا يشركه فيها نبي مرسل، ولا ملك مقرب، زيادة على ما له من الشفاعات، ورفع ذكره فلا يذكر الله إلا ذکر نبیه معه، فليس في الحديث والحالة هذه نكارة ولا مخالفة فأنى يكون موضوعا.
«الثاني»: أن عبد الرحمن بن زيد: روى له الإمام أحمد في «المسند»، وهذا دليل على أنه، أعني عبد الرحمن، لم يصل في الضعف إلى حد أن يكون حديثه موضوعا؛ لأن أحمد يرو في المسند على كبره حديثا موضوعا، وإن كان ابن الجوزي قد ذكر في كتاب «الموضوعات» أحاديث منه ذوات عدد، فقد رد عليه الحافظ وانتدب للدفاع عنه في كتاب خاص سماه «القول المسدد في الذب عن المسند الإمام أحمد» قال في مقدمته ما نصه:
أما بعد فقد رأيت أن أذكر في هذه الأوراق ما حضرني من الكلام على الأحاديث التي زعم بعض أهل الحديث أنها موضوعة، وهي في المسند الشهير للإمام الكبير أبي عبد الله احمد بن محمد بن حنبل إمام أهل الحديث في القديم والحديث، والمطلع على خفاياه المثير لخباياه، عصبية مني لا تخل بدين ولا مروءة وحمية للسنة، لا تعد بحمد الله من حمية الجاهلية بل هي ذب عن هذا المصنف العظيم الذي تلقته الأمة بالقبول والتكريم، وجعله أمامهم حجة يرجع اليه ويعول عند الاختلاف عليه اهـ
وقال في «تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأربعة»: ليس في المسند حديث لا أصل له إلا ثلاثة أحاديث أو أربعة، منها: حديث عبد الرحمن بن عوف أنه يدخل الجنة زحفا، قال: والاعتذار عنه أنه ما أمر احمد بالضرب عليه فترك سهوا، أو ضرب وكتب من تحت الضرب اهـ.
قلت: قد ذكر في «القول المسدد» شواهد لحديث عبد الرحمن بن عوف، بعضها قوي الإسناد. وذكر الحافظ المنذري في «الترغيب» أن له طرقا عن جماعة من الصحابة لا يخلو أجودها من مقال، وقال الحافظ ابن كثير: لا يوازي مسند أحمد كتاب مسند في كثرته وحسن سياقاته، وقد فاته أحاديث كثيرة جدا اهـ.
والمقصود أن المسند عظيم القدر عند الحفاظ حتى لقد نص الحافظ في «تجريد زوائد مسند البزار» أن الحديث اذا كان فيه لا يعزى إلى غيره من المسانيد اکتفاء عنها به، وإذا كان كذلك فرواية أحمد لعبد الرحمن بن زيد في المسند الذي هذا حاله ووصفه دليل على أن حديثه لا ينحط إلى درجة الموضوع.
«الثالث»: أن حديث توسل آدم عليه السلام رواه البيهقي في «دلائل النبوة» وهو ملتزم أن لا يخرج في كتابه حديثا يعلم أنه موضوع، كما نص عليه الحافظ السيوطي في كتاب التوحيد من «اللآلئ المصنوعة» ردا على ابن الجوزي حيث حكم بوضع حديث أورده من طريق ابن شاهين، وهو عند البيهقي في «الأسماء والصفات».
و«الرابع»: أن البيهقي ذكر في مقدمة كتابه «الدلائل» ما يفيد قبول الأحاديث التي يرويها في هذا الكتاب وهي ضعيفة، ونحن ننقل عبارته بنصها لنتيقن صحة ما ذكرناه، قال البيهقي في مقدمة «دلائل النبوة» ما نصه: ويعلم أن كل حديث أوردته فيه قد أردفته بما يشير إلى صحته، أو تركته مهملا، وهو مقبول في مثل ما أخرجته، وما عسى أوردته بإسناد فيه ضعف أشرت إلى ضعفه وجعلت الاعتماد على غيره، وقد صنف جماعة من المتأخرين في المعجزات وغيرها كتبا وأوردوا فيها أخبارا كثيرة، من غير تمييز منهم صحيحها من سقيمها، ولا مشهورها من غريبها، ولا مرويها من موضوعها حتى أنزلها من حسنت نيته في قبول الأخبار منزلة واحدة في القبول، وأنزلها من ساءت عقيدته في قبولها منزلة واحدة في الرد، وعادتي في كتبي المصنفة في الأصول والفروع الاقتصار من الأخبار على ما يصح منها دون ما لا يصح، أو التميز بين ما يصح منها وما لا يصح؛ ليكون الناظر فيها من أهل السنة على بصيرة مما يقع الاعتماد عليه، ولا يجد من زاغ قلبه من أهل البدع عن قبول الأخبار مغمزا فيما اعتمد عليه أهل السنة من الآثار إلى أن قال: ومن وقف على تمييزي في کتبي بين صحيح الأخبار وسقيمها، وساعده التوفيق، علم صدقي فيما ذكرته، ومن لم ينعم النظر في ذلك، ولم يساعده التوفيق، فلا يغنيه شرحي لذلك وإن أكثرت، ولا إيضاحي له وإن أبلغت، كما قال الله عز وجل: «وما تغن الآيات و النذر عن قوم لا يؤمنون» هـ بلفظه.
وكأن البيهقي رحمه الله يعني بأهل البدع الذين زاغت قلوبهم عن قبول الأخبار المتنطع وأشكاله، فإنهم ردوا جمهرة من الأحاديث بمجرد مخالفتها لهواهم، واشترطوا لقبول الأخبار شروطا ما أنزل الله بها من سلطان، كما قدمنا بيانه في أول هذا الكتاب أتم بيان، ولقد بلغني عن شيخهم وداعيتهم الشيخ رشید رضا أن بعض المجددين من الملحدين عرض عليه رأيا كان يحب أن أن يفرده بمؤلف، وذلك الرأي هو الاقتصار على القرآن دون السنة في التشريع وغيره، فوافقه الشيخ عليه، وهذه الموافقة إن صحت تدل على الانسلاخ من الدين والخروج عن جملة المسلمين، نسأل الله السلامة والعافية، وقال البيهقي أيضا، بعد مقدمة الدلائل التي تقلنا منها العبارة السابقة ما نص المراد منه:
أما بعد، فاني لما فرغت بعون الله وحسن توفيقه من تخريج الأخبار الواردة في الأسماء والصفات، والرؤية، والإيمان، والقدر، وعذاب القبر، وأشراط الساعة، والبعث والنشور، والميزان، والحساب، والصراط، والحوض، والشفاعة، والجنة، والنار، وغير ذلك مما يتعلق بالأصول و تمييزها، أردت ـ والمشيئة لله ـ أن أجمع بعض ما بلغنا من معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ودلائل نبوته، فاستخرت الله عز وجل في الابتداء بما أردته واستعنت به على إتمام ما قصدته على نحو ما شرطته في مصنفاتي من الاكتفاء بالصحيح من السقيم، والاجتزاء بالمعروف من الغريب إلا فيما لا يتضح المراد من الصحيح أو المعروف دونه، فأورده والاعتماد على جملة ما تقدمه من الصحيح أو المعروف عند أهل المغازي والتواریخ اهـ باختصار يسير.
وقال أيضا في أواخر «الدلائل» في باب ما يستدل به على أن التي ما لم يستخلف أحدا بعينه في أمر أمته بعد أن ذكر حديثا في وصية علي، وأشار إلى أنه حديث طويل في الرغائب والآداب ما نصه: وهو حديث موضوع، وقد شرطت في أول الكتاب أن لا أخرج في هذا الكتاب حديثا أعلمه موضوعا اهـ بلفظه.
فمن هذه النصوص تعلم قدر کتاب «دلائل النبوة» خصوصا وسائر کتب البيهقي عموما، وأنه لا يروي فيها الموضوع أصلا، وإنما يروي الضعيف مع الإشارة اليه، أو إهمالها مع الاعتماد على صحيح غيره، أو لكون الضعيف مقبولا في مثل ما رواه فيه، كما قال، أو لغير ذلك ما بينه، فروايته لحديث توسل آدم عليه السلام ـ والحالة هذه ـ دليل على أنه ليس بموضوع.
و«الخامس»: أن البيهقي اقتصر على تضعيف الحديث فقط، فإنه قال في «باب ما جاء في تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعمة ربه عز وجل لقول الله تعالى: وأما بنعمة ربك فحدث» من کتاب «الدلائل» ما نصه: حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء وقراءة، قال: حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل إملاء، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن ابراهيم الحنظلي، قال: حدثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري بمصر، قال: أبو الحسن هذا من رهط أبي عبيدة بن الجراح، قال: أخبرنا إسماعيل بن مسلمة، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن زید بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث كما تقدم، ثم قال: تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه عنه، وهو ضعيف أهـ بلفظه من نسخة عتيقة صحيحة عليها خط الجمال يوسف بن عبد الهادي، والعلامة مغلطاي، والحافظ السيوطي، وهذا نص صريح من الحافظ البيهقي بضعف الحديث يؤيد ما ادعيناه، وبالله التوفيق.
«السادس»: أن الحديث، أعني حديث توسل آدم عليه السلام، له شاهد يؤيده، فقد أخرج ابن المنذر في «تفسيره» عن محمد بن علي بن حسين بن علي عليهم السلام، قال: «لما أصاب آدم الخطيئة عظم كربه واشتد ندمه، فجاءه جبريل عليه السلام، فقال: يا آدم، هل أدلك على باب توبتك الذي يتوب الله عليك منه؟ قال: بلى يا جبريل، قال: قم في مقامك الذي تناجي فيه ربك فمجده وامدح، فليس شيء أحب إلى الله من المدح، قال: فأقول ماذا يا جبريل؟ قال: فقل: لا اله إلا الله وحده، لا إله لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير كله، وهو على كل شيء قدير، ثم تبوء بخطيئتك فتقول: سبحانك اللهم وبحمدك لا اله إلا أنت، رب إني ظلمت نفسي وعملت السوء فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم إني أسألك بجاه محمد عبدك وكرامته عليك أن تغفر لي خطيئتي، قال: ففعل آدم، فقال الله: يا آدم، من علمك هذا، فقال: يا رب، إنك لما نفختَ فيّ الروح فقمت بشرا سويا أسمع وأبصر وأعقل وأنظر، رأيت على ساق عرشك مكتوبا: بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسول الله، فلما لم أر على أثر اسمك اسم ملك مقرب ولا نبي مرسل غير اسمه، علمت أنه أكرم خلقك عليك، قال: صدقت، وقد تبت عليك وغفرت لك».
محمد بن علي بن الحسين: هو أبو جعفر الباقر، من ثقات التابعين وساداتهم، خرج له السنة، روى عن جابر، وأبي سعيد، وابن عمر، وغيرهم.
ثم وجدت له شاهدا آخر مرفوعا، فروى ابن الجوزي في كتاب «الوفا بفضائل المصطفى» من طريق أبي الحسين ابن بشران: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو، حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح، ثنا محمد بن صالح، ثنا محمد بن سنان العوقي، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة قال: «قلت: يا رسول الله، متى كنت نبيا؟ قال: لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وخلق العرش، كتب على ساق العرش: محمد رسول الله خاتم الأنبياء، وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء، فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام، وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي، فأخبره الله أنه سيد ولدك فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه».
إسناد هذا الحديث قوي وهو أقوى شاهد وقفت عليه لحديث عبد الرحمن بن زيد.
وفي الباب: ما رواه أبو بكر الآجري في كتاب «الشريعة» قال: ثنا هارون بن يوسف التاجر، ثنا أبو مروان العثماني، حدثني أبو عثمان بن خالد، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه أنه قال: «من الكلمات التي تاب الله بها على آدم قال: اللهم إني أسألك بحق محمد عليك، قال الله تعالى: وما يدريك ما محمد؟ قال: يا رب، رفعت رأسي فرأيت مكتوبا على عرشك لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنه أكرم خلقك».
فانضمام هذا الأثر إلى حديث عبد الرحمن بن زيد يفيده قوة كما لا يخفي.
أما قوله في الحديث: «لولاه يا آدم ما خلقتك»، فقد أخرج الحاكم نفسه شاهدا له عن ابن عباس فقال: حدثنا علي بن حمشاذ العدل، حدثنا هارون بن العباس الهاشمي، حدثنا جندل بن والق، حدثنا عمرو بن أوس الأنصاری، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «أوحى الله إلى عيسی عليه السلام: يا عيسى، آمن بمحمد، وأمر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به، فلولا محمد ما خلقت آدم، ولولاه ما خلقت الجنة والنار، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب، فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن».
قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد، فكتب عليه الذهبي ما نصه: أظنه موضوعا على سعيد اهـ
ولا يخفى أن هذا الظن من الذهبي لم يقم عليه دليل، فلا اعتداد به، کیف وقد ورد من طريق آخر عن ابن عباس مرفوعا، قال الديلمي في «مسند الفردوس»: أخبرنا أبي، ثنا أبو طالب بن علي بن الحسين، ثنا عبد الله بن إبراهيم، ثنا محمد بن إبراهيم البزار، ثنا عبد الله بن إسحاق المدائني، ثنا محمد بن بشار، حدثنا عبيد الله بن موسى القرشي، ثنا الفضل بن جعفر بن سليمان، عن عبد الصمد بن علي بن عبد الله ابن عباس، عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا: «أتاني جبريل فقال: يا محمد، إن الله يقول لولاك ما خلقت الجنة، ولولاك ما خلقت النار».
وعبد الصمد ضعفه العقيلي، وقال: حديثه غير محفوظ، والمقصود أن حديث عبد الرحمن بن زید أسلم في قصة توسل آدم عليه السلام ليس بموضوع، ولا تسمح القواعد الحديثية أن يكون موضوعا للوجوه التي ذكرناها خلافا للذهبي رحمه الله تعالى فإنه تشدد كثيرا، كما أن الحاكم تساهل فيه كثيرا، والصواب أن الحديث ضعيف منجبر بحديث ميسرة الفجر، وهو حديث قوي كما سبق آنفا، وبأثر الباقر وغيره رضي الله عنهم، ثم مما يجب التنبه له أن قول الحافظ الذهبي عن الحديث: رواه عبد الله بن مسلم الفهري ولا أدري من ذا؟ إن كان غرضه بهذا إعلال الحديث بجهالة عبد الله بن مسلم، فلا معنى لهذا الإعلال؛ إذ الحديث معروف بعبد الرحمن ابن زيد على أن عبد الله بن مسلم الفهري معروف؛ إذ قد تقدم في ذکر سند البيهقي في الوجه الخامس أن ابن إسحاق بن راهويه روى عنه الحديث بمصر وأخبر أنه من رهط أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، وهذا تعريف له في الجملة، وقد وجدت له متابعا عن عبد الرحمن بن زيد.
قال الطبراني في «المعجم الصغير»: ثنا محمد بن داود بن أسلم الصدفي المصري، ثنا أحمد بن سعيد المدني الفهري، ثنا عبد الله بن إسماعيل المدني، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر، فذكر الحديث، كما تقدم وزاد فيه إنه: «آخر النبيين من ذريتك، وإن أمته آخر الأمم من ذريتك»، ورواه أبو بكر الآجري في كتاب «الشريعة» من طريق عبد الله بن إسماعيل ابن أبي مريم، عن عبد الرحمن بن زید، به، نحوه، لكن وقفه على عمر، والموقوف في هذا الباب له حكم المرفوع، والله ولي التوفيق.
شفاء السقام: (ص: ١٥٣)
أما الحالة الأولى قبل خلقه: فيدل لذلك، آثار عن الأنبياء الماضين صلوات الله عليهم وسلامه، اقتصرنا منها على ما تبين لنا صحته، وهو ما رواه الحاكم أبو عبد الله ابن البيع في «المستدرك على الصحيحين» أو أحدهما قال: …عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما اقترف آدم عليه السلام الخطيئة…» قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد…ورواه البيهقي أيضا في «دلائل النبوة» وقال: تفرد به عبد الرحمن.
وذكره الطبراني وزاد فيه: «وهو آخر الأنبياء من ذريتك».
وذكر الحاكم مع هذا الحديث أيضا عن علي بن حمشاد العدل…عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «أوحى الله إلى عيسى عليه السلام: يا عيسى آمن بمحمد…» قال الحاكم: هذا حديث حسن صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، انتهى ما قاله الحاكم.
والحديث المذكور، لم يقف عليه ابن تيمية بهذا الإسناد، ولا بلغه أن الحاكم صححه، فإنه قال ـ أعني ابن تيمية ـ: «أما ما ذكره في قصة آدم من توسله، فليس له أصل، ولا نقله أحد عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد يصلح للاعتماد عليه ولا الاعتبار ولا الاستشهاد».