Question

Kindly provide the authenticity of the following narration:

إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تبغّض إلي نفسك عبادة الله تعالى، فإن المُنبَتَّ لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى

 

Answer

This Hadith has been recorded by various Aimmah via numerous chains on the authority of a few different Sahabah (radiyallahu ‘anhum), albeit with slight variations in the wording, among them are the following:

1. Sayyiduna Anas (radiyallahu ‘anhu)

(Musnad Ahmad, vol. 3, pg. 199; Also see: Al-Ahadithul Mukhtarah, Hadith: 2115, and Majma’uz Zawaid, vol. 1, pg. 62)

2. Sayyiduna ‘Abdullah ibn ‘Amr ibnul ‘As (radiyallahu ‘anhu) [Mawqufan, as his statement, and Mawsulan as the statement of Rasulullah – sallallahu ‘alayhi wa sallam]

(Kitabuz Zuhd of ‘Abdullah ibnul Mubarak (rahimahullah), Hadith: 1334, Shu’abul Iman, Hadith: 3603, and As-Sunanul Kubra, vol. 3, pg. 19)

3. Sayyidah ‘Aishah (radiyallahu ‘anha)

(Musnad Bazzar; Kashful Astar, Hadith: 74 and Shu’abul Iman, Hadith: 3602; Also see: As-Sunanul Kubra, vol. 3, pg. 18-19)

4. Sayyiduna Jabir (radiyallahu ‘anhu)

(Musnad Bazzar; Kashful Astar, Hadith: 74, Musnad Shihab, Hadith: 726, and Shu’abul Iman, Hadith: 3602; Also see: Tarikhul Kabir, vol. 1, pgs. 102-103, As-Sunanul Kubra, vol. 3, pg. 18-19, Al-Mughni ‘An Hamlil Asfar, Hadith: 1232 and 3705, Majma’uz Zawaid, vol. 1, pg. 62, Kanzul ‘Ummal, Hadith: 5377, Faydul Qadir, Hadith: 2509, At-Taysir, vol. 1 pg. 352, As-Sirajul Munir, vol. 2, pg. 30, and Ithafus Sadatil Muttaqin, vol. 5, pg. 161, and vol. 9, pg. 41)

Despite the fact many Muhaddithun have criticized the authenticity of this Hadith when examining its respective chains, more particularly the chain via Sayyiduna Jabir (radiyallahu ‘anhu), the Hadith will still, overall, gain strength through corroboration and is suitable to quote. In fact, ‘Allamah Diyaud Din Al-Maqdisi (rahimahullah) has recorded the version reported via Sayyiduna Anas (radiyallahu ‘anhu) in his collection of reliable Hadiths., without objection

(See: At-Tamhid, vol. 1, pg. 191 onwards, Al-Ahadithul Mukhtarah, Hadith: 2115, as well as Fathul Bari, Hadith: 6463, and Al-Mudawi, Hadith: 2509)

Translation

Rasulullah (sallallahu ‘alayhi wa sallam) has said: “Verily this Din [religion] is solid, so tread through it with ease. And do not make the worship of Allah Ta’ala detested to yourself, for indeed the one who is unable to proceed on his journey, due to his conveyance having perished from fatigue, neither traverses any land nor retains any conveyance.”

(Refer: An-Nihayah, Letters: ب ت, Fathul Bari, Hadith: 6463, Faydul Qadir, Hadith: 2508-2509, Ithafus Sadatil Muttaqin, vol. 9, pg. 41, and Sharhu Kitabish Shihab, Hadith: 730)

 

And Allah Ta’ala knows best.

Answered by: Mawlana Farhan Shariff

Approved by: Mawlana Muhammad Abasoomar,

This Hadith exhorts moderation in optional ‘ibadah. One should not over exhort oneself to the extent that it leads to complete burn out.

_________

التخريج من المصادر العربية

مسند أحمد: (٣/ ١٩٩)
قال عبد الله: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثنا زيد بن الحباب، قال: أخبرني عمرو بن حمزة، حدثنا خلف أبو الربيع – إمام مسجد سعيد بن أبي عروبة -، حدثنا أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق».

الأحاديث المختارة:
(٢١١٥) أخبرنا عبد الله بن أحمد الحربي – بها – أن هبة الله بن محمد أخبرهم، أبنا الحسن بن علي، ابنا أحمد بن جعفر، قال عبد الله: وجدت في كتاب أبي – بخط يده – ثنا زيد بن الحباب، أخبرني عمرو بن حمزة، ثنا خلف أبو الربيع – إمام مسجد سعيد بن أبي عروبة -، ثنا أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق».

مجمع الزوائد: (١/ ٦٢)
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق».
رواه أحمد، ورجاله موثقون، إلا أن خلف بن مهران لم يدرك أنسا. والله أعلم.

الزهد لابن المبارك:
(١٣٣٤) أخبركم أبو عمر بن حيويه، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا الحسين، قال: أخبرنا ابن المبارك، قال: أخبرنا محمد بن عجلان، أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: «إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق، ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله، فإن المنبت لا بلغ بعدا، ولا أبقى ظهرا، واعمل عمل امرئ يظن أن لا يموت إلا هرما، واحذر حذر امرئ يخشى أن يموت غدا».

شعب الإيمان:
(٣٦٠٣) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى، حدثنا الفضل بن محمد الشعراني، حدثنا أبو صالح، حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن مولى لعمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك، فإن المنبت لا سفرا قطع، ولا ظهرا أبقى، فاعمل عمل امرئ تظن أن لن يموت أبدا، واحذر حذرا تخشى أن تموت غدا».

السنن الكبرى للبيهقي: (٣١٩)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى، ثنا الفضل بن محمد الشعراني، ثنا أبو صالح، ثنا الليث، عن ابن عجلان، عن مولى لعمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك، فإن المنبت لا سفرا قطع، ولا ظهرا أبقى، فاعمل عمل امرئ يظن أن لن يموت أبدا، واحذر حذرا يخشى ان يموت غدا».

مسند البزار: كشف الأستار عن زوائد البزار:
(٧٤) حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا أبو عقيل، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، فإن المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى».
قال البزار: وهذا روي عن ابن المنكدر مرسلا، ورواه عبيد الله بن عمرو، عن سوقة، عن المنكدر، عن عائشة، وابن المنكدر لم يسمع من عائشة.

شعب الإيمان:
(٣٦٠٢)  أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المصري، حدثنا عبد الله بن أبي مريم، حدثنا علي بن معبد، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تكره عبادة الله إلى عباده، فإن المنبت لا يقطع سفرا، ولا يستبقي ظهرا».
ورواه أبو عقيل يحيى بن المتوكل، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر. ورواه أبو معاوية، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وهو الصحيح، وقيل: غير ذلك.

السنن الكبرى للبيهقي: (٣/ ١٨١٩)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق البزاز ببغداد، قالا: ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن اسحاق بن الفاكهي، ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله، فإن المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى».
هكذا رواه أبو عقيل وقد قيل: عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن عائشة، وقيل: عنه عن محمد بن المنكدر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وقيل عنه غير ذلك. وروى عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم.

كشف الأستار عن زوائد البزار:
(٧٤)  حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا أبو عقيل، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، فإن المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى».
قال البزار: وهذا روي عن ابن المنكدر مرسلا، ورواه عبيد الله بن عمرو، عن سوقة، عن المنكدر، عن عائشة، وابن المنكدر لم يسمع من عائشة.

مسند الشهاب القضاعي:
(٧٢٦) أخبرنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي الصفار، أبنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا أبو يحيى هو عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا أبو عقيل يحيى بن خالد بن المتوكل، عن محمد بن سوقة، عن ابن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله، فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى».

شعب الإيمان:
(٣٦٠٢)  أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المصري، حدثنا عبد الله بن أبي مريم، حدثنا علي بن معبد، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تكره عبادة الله إلى عباده، فإن المنبت لا يقطع سفرا، ولا يستبقي ظهرا».
ورواه أبو عقيل يحيى بن المتوكل، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر. ورواه أبو معاوية، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وهو الصحيح، وقيل غير ذلك.

التاريخ الكبير: (١/ ١٠٢١٠٣)
محمد بن سوقة الغنوي الكوفي.
سمع نافعا وعبد الله بن دينار. قال لنا علي، عن ابن عيينة: قلت لابن سوقة: يا أبا بكر، أين رأيت نافع بن جبير؟ قال رأيته جاء إلى أبي. قال سفيان: وكان قدم الكوفة زمن الحجاج، وكان سوقة رجلا بزازا معروفا، يشتري لهم حوائجهم. وقال محمد بن كثير، عن الثوري: كان محمد مرضيا. وقال ابن المبارك: أخبرنا محمد بن سوقة، عن ابن دينار، عن ابن عمر عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خير الناس قرني…» بطوله. وقال لنا عبد الله بن صالح: حدثني الليث، قال: حدثني يزيد بن الهاد، عن ابن دينار، عن ابن شهاب، أن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه. وقال بعضهم: عن ابن دينار، عن أبي صالح. وحديث ابن الهاد أصح، وهو مرسل، بإرساله أصح. وقال لي إسحاق: أخبرنا عيسى بن يونس، حدثنا محمد بن سوقة، قال: حدثني ابن محمد بن المنكدر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين متين». وقال عيسى: أنا نصصت ابن سوقة عنه، فقال: ابن محمد بن المنكدر. ورواه أبو عقيل يحيى، عن ابن سوقة، عن ابن المنكدر، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. والأول أصح.

المغني عن حمل الأسفار:
(١٢٣٢) «لا تشادوا هذا الدين، فإنه متين، فمن يشاده يغلبه، ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله» البخاري من حديث أبي هريرة «لن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا» وللبيهقي من حديث جابر: «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله» ولا يصح إسناده.

المغني عن حمل الأسفار:
(٣٧٠٥) – حديث: «إن هذا الدين مبين فأوغل فيه برفق…» الحديث. أحمد من حديث أنس، والبيهقي من حديث جابر، وتقدم (١٢٣٢) في الأوراد.

مجمع الزوائد: (١/ ٦٢)
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، فإن المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى».
رواه البزار، وفيه يحيى بن المتوكل أبو عقيل، وهو كذاب.

كنز العمال:
(٥٣٧٧) «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله، فإن المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى». بز ق والعسكري في «الأمثال» عن جابر، وضعف.

فيض القدير:
(٢٥٠٩) «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، فإن المنبت» (البزار) في «مسنده» (عن جابر) قال الهيثمي: وفيه يحيى بن المتوكل أبو عقيل، وهو كذاب انتهى. ورواه البيهقي في «السنن» من طرق، وفيه اضطراب، روي: موصولا ومرسلا ومرفوعا وموقوفا، واضطرب في الصحابي: أهو جابر أو عائشة أو عمر؟ ورجح البخاري في «التاريخ» إرساله.

التيسير: (١/ ٣٥٢)
(إن هذا الدين متين) أي: صلب شديد (فأوغلوا) أي: سيروا (فيه برفق) من غير تكلف، ولا تحملوا أنفسكم ما لا تطيقون، فتعجزوا وتتركوا العمل (فإن المنبت) بضم الميم وسكون النون وفتح الموحدة وشدة المثناة فوق، المنقطع المتخلف عن رفقته لكونه أجهد دابته حتى أعياها، أو عطبت ولم يقض وطره (لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى) أي: فلا هو قطع الأرض التي قصدها، ولا هو أبقى ظهره ينفعه، فكذا من تكلف من العبادة ما لا يطيق، فيكره التشديد في العبادة لذلك (البزار عن جابر) (بإسناد ضعيف).

السراج المنير: (٢/ ٣٠)
(إن هذا الدين متين فأوعل) أي: سر (فيه برفق) ولا تحمل نفسك وتكلفها ما لا تطيق، فتعجز فتترك الدين والعمل، قال في «النهاية»: ألا يغال السير الشديد، يقال: أوغل القوم وتوغلوا إذا أمعنوا في سيرهم، والوغول الدخول في الشيء اهـ أي: بالغ في العبادة لكن أعل تلك المبالغة مع رفق، فإن الذي يبالغ بغير رفق ويتكلف من العبادة فوق طاقته يوشك أن يمل حتى ينقطع عن الواجبات، فيكون مثله مثل الذي أجهد دابته في سفره حتى أعياها، أو عطبت ولم يقض وطره، كما أشار إلى ذلك بقوله (فإن المبتت) بضم الميم وسكون الموحدة وتشديد المثناة الفوقية، أي: المنقطع في سفره لكونه أجهد دابته (لا أرضا قطع ولا ظهرا بقى) أي: فلا هو قطع الأرض التي قصدها، ولا هو أبقى ظهره ينفعه، فيكره التشديد في العبادة (البزار عن جابر) بإسناد ضعيف.

إتحاف السادة المتقين: (٥/ ١٦١)
روي البيهقي من حديث جابر: «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلي نفسك عبادة الله».
قال العراقي: لا يصحح اسناده، قلت: رواه البيهقي من طرق، وفيه اضطراب، روي: موصولا ومرسلا ومرفوعا وموقوفا، واضطرب في الصحابي: أهو جابر أو عائشة أو عمر؟ ورجح البخاري في «التاريخ» إرساله، وروى البزار في «مسنده» من حديث جابر بلفظ: «إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق، فإن المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقي» وفي سنده متروك، وروي أحمد من حديث أنس: «إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق» والإيغال الدخول في الشيء، والمعني لا تحملوا أنفسكم ما لا تطيقون فتعجزوا وتتركوا العمل.

إتحاف السادة المتقين: (٩/ ٤١)
(فإن الطابع نفور ولا يمكن نقله عن أخلاقه إلا بالتدريج، فيترك البعض، ويسلى نفسه بالبعض، ثم إذا قنعت نفسه بذلك البعض ابتدأ بترك البعض من ذلك البعض إلى أن يقنع بالبقية، وهكذا يفعل شيء فشيء إلى أن يقمع تلك الصفات التي رسمت فيه، وإلى هذا التدريج الاشارة بقوله صلي الله عليه وسلم: «إن هذا الدين متين) أي: صلب شديدفأوغل فيه برفق»)، أي: سر فيه من غير تحمل مالا تطيق، والإيغال السير الشديد، والوغول الدخول في الشيء، ولا تبغض إلي نفسك عبادة الله تعالى، فإن المنبت») وهو من انقطع به في السفر وعطبت رحلته لا ارضا قطع، ولا ظهر أبقى») أي: فلا هو قطع الارض التي قصدها، ولا هو أبقى ظهره ينتفع به، رواه أحمد والبزار والبيهقي والعسكري في «الأمثال» من حديث جابر، وضعف. قد روي مختصرا من حديث أنس: «إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق» رواه هكذا أحمد والضياء، ويروى: «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تكرهوا عبادة الله إلى عباده، فإن المنبت لا يقطع سفرا، ولا يستبقي ظهرا» رواه البيهقي من حديث عائشة، ويروى أيضا مثل سياق المصنف إلا أنه قال بعد قوله برفق: «ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك، فإن المنبت لا سفرا قطع، ولا ظهرا أبقى، فاعمل عمل امرئ يظن أن لن يموت أبدا، واحذر حذر من يخشى أن يموت غدا» وفي لفظ: «يظن أنه لن يموت إلا هرما» رواه البيهقي والعسكري من حديث ابن عمر، وقال البيهقي: روي هذا الحديث من طرق: موصولا ومرسلا ومرفوعا وموقوفا، وفيه اضطراب، ورجح البخاري في «التاريخ» ارساله وقد تقدم في كتاب ترتيب الأوراد.

التمهيد: (١/ ١٩١)
ومنه الحديث: «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، فإن المنبت لا يقطع أرضا ولا يبقي ظهرا». وقال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو، وكان يصوم النهار، ويقوم الليل: «لا تفعل، فإنك إذا فعلت ذلك نفهت نفسك». يعني: أعيت وكلت، يقال للمعيي: منفه، و: نافه، وجمع نافه: نفه؛ كذلك فسره أبو عبيد، عن أبي عبيدة، وأبي عمرو، قال: وقال الأصمعي: الإيغال: السير الشديد، وأما الوغول فهو الدخول.
وقد جعل مطرف بن عبد الله بن الشخير رحمه الله الغلو في أعمال البر سيئة، والتقصير سيئة، فقال: الحسنة بين سيئتين.

الأحاديث المختارة:
(٢١١٥) أخبرنا عبد الله بن أحمد الحربي – بها – أن هبة الله بن محمد أخبرهم، أبنا الحسن بن علي، ابنا أحمد بن جعفر، قال عبد الله: وجدت في كتاب أبي – بخط يده – ثنا زيد بن الحباب، أخبرني عمرو بن حمزة، ثنا خلف أبو الربيع – إمام مسجد سعيد بن أبي عروبة -، ثنا أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق».

فتح الباري:
(٦٤٦٣) قوله: «وقاربوا» أي: لا تفرطوا فتجهدوا أنفسكم في العبادة لئلا يفضي بكم ذلك إلى الملال فتتركوا العمل فتفرطوا، وقد أخرج البزار من طريق محمد بن سوقة، عن بن المنكدر، عن جابر، ولكن صوب إرساله، وله شاهد في «الزهد لابن المبارك» من حديث عبد الله بن عمرو موقوف: «إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق، ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله، فإن المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى».

المداوي:
(٢٥٠٩) «إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق؛ فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى».
البزار عن جابر، قال في «الكبير»: قال الهيثمي: فيه يحيى بن المتوكل أبو عقيل، وهو كذاب اهـ. ورواه البيهقي في «السنن» من طرق، وفيه اضطراب، روى موصولا ومرسلا ومرفوعا وموقوفا، واضطرب في الصحابي أهو جابر أو عائشة أو عمر؟ ورجح البخاري في «التاريخ» إرساله.
قلت: ليس في رواة هذا الحديث عمر ولا اختلف به على راويه، وإنما الحديث يروى عن عبد الله بن عمرو بن العاص من وجه آخر لا يدخل في حكم الاضطراب بالنسبة لراوي حديث جابر، كما أن حديث الباب لم يختلف الرواة في رفعه ووقفه، بل ذكروه مرفوعا، وإنما اختلفوا على محمد بن سوقة في وصله وإرساله وفي تعيين صحابيه، والذي اختلف في رفعه ووقفه هو حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.
أما حديث الباب: فرواه الحاكم في «علوم الحديث»، وأبو سعيد النقاش في «فوائد العراقيين»، والخطابي آخر «العزلة»، والبيهقي في كتاب الصلاة من «سننه»، كلهم من طريق أبي يحيى بن أبي مسرة وسماه النقاش عبد الله بن أحمد بن زكريا:
حدثنا خلاد بن يحيى، ثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل، عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله، فإن المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى»، هذا لفظ الحديث عند جميعهم، ورواية البزار وقع فيها اختصار، قال الحاكم: هذا حديث غريب الإسناد والمتن، وكل ما روى فيه فهو من الخلاف على محمد بن سوقة.
فأما ابن المنكدر عن جابر فليس يرويه غير محمد بن سوقة، وعنه أبو عقيل وعنه خلاد بن يحيى، وقال البيهقي: هكذا رواه أبو عقيل، وقد قيل: عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن عائشة، وقيل: عنه عن محمد بن المنكدر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا، وقيل عنه غير ذلك.
قلت: المرسل رواه البخاري في «التاريخ الكبير» في ترجمة محمد بن سوقة فقال: قال لي إسحاق: أخبرنا عيسى بن يونس، حدثنا محمد بن سوقة قال: حدثني [ابن محمد] بن المنكدر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن هذا الدين متين…» قال البخاري: ورواه أبو عقيل يحيى، عن ابن سوقة، عن ابن المنكدر، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأول أصح.
وأما حديث عبد الله بن عمرو: فلا يدخل في الاضطراب في هذا الحديث، لأنه مروي من وجه آخر من طريق الليث، عن ابن عجلان، عن مولى لعمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك، فإن المنبت لا سفرا قطع، ولا ظهرا أبقى، فاعمل عمل إمرئ يظن أن لن يموت أبدا، واحذر حذر امرئ يخشى أن يموت غدا». رواه البيهقي هكذا مطولا مجودا.
ورواه الحارث بن أبي أسامة في «مسنده»، وابن قتيبة في «عيون الأخبار»، وابن زنجويه، والديلمي في «مسند الفردوس» مختصرا، وبعضهم وقفه على عبد الله ابن عمرو مع اختصار متنه، فهذا حديث آخر غير حديث الباب، وهذا هو الذي اختصره بعضهم، ورواه بالمعنى فجاء بذاك اللفظ الباطل الموضوع المتداول بين الناس لاسيما جهلة الخطباء والمدرسين منهم وهو: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، فإنه لا أصل له من حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما بينته في كتاب أفردته لذلك سميته: «إياك من الاغترار بحديث: اعمل لدنياك»، واختصرته في جزء صغير سميته: «سبل الهدى إلى إبطال حديث: اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا»، وهذا الاختصار طبع مرتين والحمد لله على فضله وامتنانه.

النهاية في غريب الحديث والأثر:
(بتت): … (هـ) وفيه «فإن المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى» يقال للرجل إذا انقطع به في سفره وعطبت راحلته: قد انبتَّ، من البتّ: القطع، وهو مطاوع بتَّ يقال بتَّه وأَبتَّه. يريد أنه بقي في طريقه عاجزا عن مقصده لم يقض وطره: وقد أعطب ظهره.

فتح الباري لابن حجر:
(٦٤٦٣) قوله: «وقاربوا» أي: لا تفرطوا فتجهدوا أنفسكم في العبادة لئلا يفضي بكم ذلك إلى الملال فتتركوا العمل فتفرطوا، وقد أخرج البزار من طريق محمد بن سوقة، عن بن المنكدر، عن جابر، ولكن صوب إرساله، وله شاهد في «الزهد لابن المبارك» من حديث عبد الله بن عمرو موقوف: «إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق، ولا تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله، فإن المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى».
والمنبت بنون ثم موحدة ثم مثناة ثقيلة، أي: الذي عطب مركوبه من شدة السير، مأخوذ من البت وهو القطع، أي: صار منقطعا لم يصل إلى مقصوده، وفقد مركوبه الذي كان يوصله لو رفق به.
وقوله: «أوغلوا» بكسر المعجمة من الوغول وهو الدخول في الشيء.

فيض القدير:
(٢٥٠٨) (إن هذا الدين متين) أي: صلب شديد (فأوغلوا) أي: سيروا (فيه برفق) من غير تكلف ولا تحملوا على أنفسكم ما لا تطيقونه فتعجزوا وتتركوا العمل، والإيغال كما في «النهاية» السير الشديد والوغول الدخول في الشيء اه والظاهر أن المراد في الحديث السير لا يفيد الشدة إذ لا يلائم السياق.

فيض القدير:
(٢٥٠٩)  (إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق فإن المنبت) وهو الذي انقطع به في السفر وعطلت راحليه ولم يقض وطره (لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى) أي: فلا هو قطع الأرض التي يممها ولا هو أبقى ظهره ينفعه، فكذا من تكلف من العبادة ما لا يطيق، فيكره التشديد في العبادة لذلك، ويقال للمنقطع به في سفره منبت، من البت وهو القطع. 

إتحاف السادة المتقين: (٩/ ٤١)
وإلى هذا التدريج الإشارة بقوله صلي الله عليه وسلم: «إن هذا الدين متين) أي: صلب شديدفأوغل فيه برفق»)، أي: سر فيه من غير تحمل مالا تطيق، والإيغال السير الشديد، والوغول الدخول في الشيء، ولا تبغض إلي نفسك عبادة الله تعالى، فإن المنبت») وهو من انقطع به في السفر وعطبت رحلته لا ارضا قطع، ولا ظهر أبقى») أي: فلا هو قطع الارض التي قصدها، ولا هو أبقى ظهره ينتفع به. 

شرح كتاب الشهاب:
(٧٣٠) «إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله؛ فإن المنبت لا أرضا قطع، وظهرا أبقى».
الشرح: رواه المصنف في «مسنده» عن جابر، ورواه البزار عن جابر أيضا، وليس في روايته: «ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله» وهو حديث ضعيف، وروى صدره أحمد في مسنده عن أنس، ومعناه: أن هذا الدين الذي هو دين الإسلام متين، أي: قوي صلب متوسط بين السهولة والصعوبة، فأوغلوا، أي: سيروا فيه، وادخلوا. ولما كان معنى الإيغال هو السير الشديد، جرده عن بعض معانيه، وقال: برفق، أي: ادخلوا فيه، وسيروا فيه سيرا مصحوبا بالرفق، لا سيرا على سبيل التهافت والخرق بحيث تحملون أنفسكم وتكلفونها ما لا تطيق، فتعجز وتترك الدين والعمل، وتبغض عبادة الله تعالى فيكون مثلكم مثل المنبت، وهو الذي أجهد دابته في سيرها حتى أعياها، أو عطبت، فانقطع سفره، فلا هو قطع الأرض التي قصدها، ولا هو أبقى ظهره أي: دابته التي كان بها نفعه، فكذلك العابد إذا شدد على نفسه، وذهب مذهب الموسوسين ينقطع عن العبادة فيقف في طريقه، وهكذا كل عامل ينبغي له أن يعمل برفق، فتعليم العلم ينبغي أن يكون شيئا فشيئا، مبتدئا بالأسهل فالأسهل، وكذلك جميع الفنون والصنائع تبتدئ صغيرة، ثم تكبر بالتدريج فإذا ابتدأت كبيرة، صارت إلى الانحطاط.